Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/09/2008 G Issue 13141
السبت 20 رمضان 1429   العدد  13141
وطن والده عبدالله
تغريد إبراهيم الطاسان

لا زال يحفظ التاريخ ابتهاج الرياض عام 1343هـ / 1921م بمولد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، الابن العاشر في سلسلة أبناء الملك عبدالعزيز آل سعود الذكور، وأمه هي فهده بنت العاصي بن شريم من قبيلة شمر.

نشأ الملك عبدالله في كنف والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس الدولة السعودية الثالثة، تلقى تعليماً تقليدياً في الكُتاب وحلقات المساجد، على أيدي علماء ثقات، في الدين، والعلوم والمعرفة، اعتمد «حفظه الله» في حياته على التمسك بدين الله، والحفاظ على سنة نبيه.

كان لوالده الملك عبدالعزيز الأثر الكبير في توطيد جذوره السياسية، والإنسانية. وقد تقاسم «رحمه الله» مع الصحراء الفضل في تحديد ملامح شخصية الملك عبدالله «فقد كانت السماء الصافية، وشمسها الساطعة كافية أن تهبه نقاء السريرة، واتساع الأفق، ومحبة التحليق بالهمم إلى أعالي مبتغاها.

كانت الأرض صلبة، قاسية في طبعها ألهمته دون أن تدري طرائق العظماء في الصبر، والاحتواء، والتشبث بالعقيدة. علمته خيراتها وفضائل أبيه سواء كيف تكون الوحدة أساس البناء، وكيف أن ملاحقة الحق ومناصرة الضعفاء، ورعاية الأجيال، والسمو بالعلم والدين قاعدة عز لصرح شامخ تعتد به الأوطان.

آبناء وأبناء

الأبناء دوماً هم الحصاد، وهم غيمات المستقبل المنهمرة بكل الآمال والوعود الخيرة. والملك عبدالله ابنٌ بارٌ، تماماً كما هي الفروع الصالحة التي تغذيها جذور عريقة قابعة في عمق الفضيلة. اجتهد في مساندة والده إبان حكمه، رعى حق والديه من قبل ومن بعد، وكان العون والعضد والمعين لإخوته، أرسى معهم بواخر العطاء على مرافئ الأمن والأمان.

وحين أتم الله أمره وتقلد «حفظه الله» مقاليد الحكم حمل الراية، وقاد المسيرة وهو محبٌّ للخير، صائنٌ لعروبته، شاعرٌ بالمسؤولية تجاه وطنه ومواطنيه.

أبو متعب .. أبو الأجيال

رزق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عصبة من الأبناء، ورثوا عنه أجمل صفاته، هم فضله الذي زرعه حتى يثمروا لوطنهم كل الخير. ولأنه والدٌ يحمل بين جنبيه مسؤوليته قدم لهم ولأبناء شعبه النموذج الأمثل، ومنح الجميع الفرصة الأفضل، وأهدى إليهم شرف أن يعلقوا في كل نجمة فخراً باسمه.

من يقترب أكثر نحو الملك «أبو متعب» سيجد معلماً ووالداً حريصاً على ممارسة أبوته كاملة رغم مشاغله، سيجد يداً تلمس شغاف القلب تحنو على أبنائه في مرضهم، تتفقد أحلامهم، وتساند خطواتهم. من يقترب منه سيجد لساناً يلهج بالدعاء لهم، وقلباً يلهث خوفاً وحرصاً، وترقباً لفرحهم.

اهتم حفظه الله بالأجيال، بأبنائه السعوديين، وبناته السعوديات، وبدأ الأمر من قمته، ساند التعليم، والصحة ووفر العيش المستقر، وحفظ حق الانفتاح على الآخر، واحترم الحريات، وأثار الحوار بين المختلفين سواء في الوطن أو بين الأديان على مستوى العالم أجمع.

شجع البعثات الدراسية للخارج، لأجل مواكبة العصر وإعداد أجيال وكوادر وطنية على مستوى عالٍ من الكفاءة والتأهيل المعرفي والتقني لخدمة وطنهم والارتقاء به، وأعلن المصالحة وسعى حثيثاً من أجل وصد أبواب الفتنة، وبناء قنوات مفتوحة على العالم، لإيمانه بضرورة الإخاء، والتصافي، وحفظ حقوق البشر في كل أرجاء الكرة الأرضية. ولأنه ولي أمر يدرك بحنكته أن من أشد تعاليم الدين الإسلامي (البناء) ولا يمكن أن يتم تعمير الأرض دون السلام.

ونجد في المليك الرحيم والداً صاحب عينين تذرفان الحب والحنان والدمع عند كل تنهيدة ألم يصعد بها صدر ابن له من أبناء شعبه، فهو رغم وقوفه على قمة هرم هذه البلاد لم تشغله مسؤولياته واهتماماته الداخلية والخارجية عن شؤون أسر شهداء الواجب فتعددت أوامره وتوجيهاته بالاهتمام بشؤونهم وحظوا بالرعاية والعناية الدائمة حتى لا يشعروا بمرارة الفقد ولوعة الحرمان. فأصبحت الدولة هي الأب والشقيق والصاحب.

رعى الوالد عبدالله « حفظه الله» الأيتام، واهتم بأمر أبناء المسجونين، حفظ كرامة المشردين وبنى لهم الدور، وكفل للأرامل حياة تغنيهن عن السؤال، ووفر المساكن لذوي الدخل المحدود، ويكفي كل محتاج أن يكون « أبو متعب» أباً له وولياً ومرشداً.

وكعادة الآباء يفرحون لنجاح أبنائهم، نجد أبا متعب يصفق، ويهلل، ويمتدح كل الأجيال المنتجة، يدعمهم، ويسهل لهم سبل التفوق، يمسك بأيديهم، ويشاركهم احتفالاتهم.

أغدق خيره على أبناء العرب والمسلمين في كل مكان، رسم ابتسامة على وجوه المرضى، ومد لهم يده البيضاء، وفتح لهم أبواب العلاج على نفقته في بلده دار كل المسلمين.

يكفي أبناء الأمة الإسلامية والعربية، وأبناء الوطن الغالي فخراً أن بين ظهر انيهم والداً حنوناً لا يتوانى عن صناعة تاريخ يشهد لهم بكرامتهم، ورفعتهم بين الأمم.

يكفي أن يكون «أبو متعب» صاحب العين الذروف، والقلب الشغوف، هامة أمن تمسك بيد مستقبل أبنائه، وباليد الأخرى سيف حق، يُرهب به من يعادي الخير والفضيلة، ويقف في صف أمامي لجيل يغني فرحاً «نحمد الله جت على ما تمنى».




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد