Al Jazirah NewsPaper Saturday  20/09/2008 G Issue 13141
السبت 20 رمضان 1429   العدد  13141
أسواق المعادن باتت الملاذ الآمن للاستثمار بعد انتكاسة أسواق المال
اقتراب السوق من قاع 6767 يعيد للأذهان ذكرى ارتداد 2007 وانهيار فبراير

ثامر بن فهد السعيد:

سجل سوق الأسهم السعودية الأسبوع المنصرم تراجعات كبيرة بعد أن خسر مؤشر السوق (TASI (740 نقطة ما يعادل تراجعاً ب9.1% وتوقفت تحركات المؤشر عند مستوى 7.387 نقطة بعد أن شهد السوق خلال الأسبوع الماضي موجة كبيرة من الانخفاضات والتراجع في جميع شركات السوق باستثناء عدد ضئيل من الشركات التي استطاعت أن تنهي تعاملات الأسبوع على ارتفاع.. ويذكر أن هذا الانخفاض الذي شهده السوق هو من أكبر الانخفاضات الأسبوعية للسوق السعودي في هذا العام وبحسب إحصائيات (تداول) فقد سجل السوق إجمالي قيمة تداول أسبوعية بلغت 22.6 مليار ريال وبحجم أسهم متداولة تجاوز عددها 812.4 مليون سهم تم تنفيذها بصفقات بلغ عددها 957.963 صفقة كما شهد السوق الأسبوع الماضي مدى تداول كبير فقد تذبذب المؤشر في مدى بلغ 1.209 نقاط بعد أن سجل أعلى مستوى أسبوعي له عند النقطة 8.141 نقطة وهو مستوى يعلو منطقة الإغلاق للأسبوع الذي سبقه بواقع 13 نقطة وعاد منها المؤشر ليستمر بالتراجع طيلة الخمس جلسات الماضية حتى سجل أدنى مستوى أسبوعي له أقل من 7000 نقطة عند 6.932 نقطة في جلسة تداول الثلاثاء الماضي وكانت شركات السوق في أغلبها قد سجلت تراجعات في تداولات الأسبوع الماضي باستثناء 3 شركات استطاعت أن تحقق ارتفاعاً مع نهاية تداول الأسبوع وكانت بدورها هي الشركات الوحيدة المرتفعة والأكثر ارتفاعاً فقد سجلت شركة كيمانول الشركة الضيفة والمدرجة حديثاً إلى السوق أعلى نسبة ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بعد أن سجلت مكاسب ب28.3% وأغلقت عند مستوى 15.4 ريال تلتها شركة المتحدة للتأمين التي حققت مكاسب بنسبة بلغت 13% فشركة طيبة للاستثمار التي ارتفعت 0.2%.. وبهذا تكون هذه الشركات الثلاث هي الأكثر ارتفاعات والشركات الرابحة الوحيدة خلال تداولات الأسبوع الماضي من بين 126 شركة مدرجة في السوق وباستكمال إحصائيات السوق نجد أن شركة الأهلية للتأمين سجلت أكبر نسبة تراجع بعد أن انخفضت بما يعادل 25.9% تلتها شركة أسيج التي خسرت بإغلاقها عند مستوى 38.9 ريال ما يعادل 25.5% تلتها شركة سلامة التي تراجعت ب25% وسجل مصرف الإنماء الذي تراجع خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يعادل 6.8% أعلى حجم تداول بعد أن بلغ حجم الأسهم المتداولة في المصرف 163.6 مليون سهم تلته شركة معادن التي تراجعت الأسبوع الماضي بنسبة 15.3% بحجم تداول بلغ 107.6 مليون سهم تلتهما شركة كيمانول بحجم تداول تجاوز 77.5 مليون سهم وكانت سابك كما الأسبوع الماضي هي الأكثر نشاطاً بحسب قيمة التداول حيث بلغت قيمة التداول في سابك 3.3 مليار ريال.

قراءة في الأداء الأسبوعي والمؤثرات الخارجية:

شهد السوق الأسبوع الماضي انخفاضاً كبيراً بعد أن استهل المؤشر تعاملات الأسبوع على تراجع حاد استمر حتى نهاية تداولات الثلاثاء ليعود السوق ويغلق الأربعاء بارتفاع 170 نقطة وقد تمت الإشارة في تقريري الأسبوعي الى أن السوق كان أمام احتمال العودة إلى الأداء الإيجابي في حال عدم حدوث أي مؤثرات خارجية تساهم في تغير مسار السوق أو تغير القراءة وهذا ما حدث الأسبوع الماضي فقد شهدت الأسواق العالمية موجة من الهبوط والتراجعات والأداء السلبي طيلة جلسات التداول الأسبوعية وشهد النفط أيضاً انخفاضاً في قيمته حتى تراجع إلى المستويات الأولى من 90 دولاراً كما هو حال أسعار مواد المشتقات النفطية كالبولي بروبلين والبولي إيثلين والإسترين وغيرها.. وقد حدثت هذه التراجعات بعد عودة المخاوف إلى قضايا الرهن والقروض المتعثرة ودخول الاقتصاد العالمي في مرحلة من الكساد بعد أن عادت هذه القضية إلى السطح بإعلان أحد البنوك الأمريكية العريقة إفلاسه الأسبوع الماضي وهو رابع أكبر بنك استثماري (ليمان براذر بنك) حيث أعاد هذا الإعلان عن إفلاس البنك المخاوف حول الاقتصاد العالمي وأيضاً زاد المخاوف من تكرار هذه القضية من جديد والخوف من تجدد الإعلانات المماثلة أيضاً فعادت هذه المؤثرات على الأسواق العالمية بشكل سلبي لتزيد المخاوف من أن يلحق أي من المصارف أو رؤوس الأموال الكبيرة أضراراً وخسائر ضمن هذه الأزمة ورغم التدخلات السريعة التي قامت بها الحكومات الأوربية والأمريكية إلا أن حالة الهلع استمرت في الأسواق حتى عادت الحكومة الأمريكية للتدخل وضخ ما يفوق 120 مليار دولار لتحمي السوق الأمريكي من مزيد من التدهور حيث فقد السوق الأمريكي في جلسة الأربعاء ما يزيد عن 445 نقطة ليعود ويكسبها متفاعلاً إيجاباً مع إعلان تدخل الحكومة الأمريكية في جلسات الخميس إلا أن بقية الأسواق لم تتفاعل إيجاباً مع تلك التصريحات خشية عودة الأسواق إلى التراجع وبطبيعة الحال فإن أسواق المعادن تتحرك بشكل عكسي للأسواق المالية لكونها الملاذ الآمن للأموال في حال النكسات للأسواق المالية من جديد وبعد هذه الجولة المبسطة على ما حدث في الأسواق العالمية نعود إلى السوق السعودي الذي بلغه الهلع أيضاً من الأحداث العالمية فاستمر التراجع في السوق حتى جاء تصريح من محافظ مؤسسة النقد بعدم تأثر المؤسسة والبنوك بما يحدث إضافة إلى التصريح الإعلامي لرئيس هيئة السوق المالية فقد عادا بشيء من الثقة للسوق كان واضحاً بنهاية جلسة الأربعاء وهي الجلسة الوحيدة الأسبوع الماضي التي نجح السوق فيها بالإغلاق إيجاباً وكماً هو معلوم فإن السيطرة في السوق السعودي للأفراد أكثر من الشركات حسب الإحصائيات المعلنة من شركة تداول.. وهذا ما يضاعف من ردة الفعل الإيجابية والسلبية على حد سواء فكان تأثير المتغيرات العالمية كبيراً على السوق السعودي وبطبيعة الحال ففي حالات الهلع فإن الأسواق والمتعاملين دائماً يعودون إلى الأساسيات في الأسواق وهي القراءات والأداء المالي للشركات المدرجة في الأسواق وبذلك فإن مصداقية التحليل الفني في هذه الأوضاع تقل نظراً للتأثر النفسي للمتعاملين بالأحداث والهلع الحادث في الأسواق ففقد السوق جراء التأثر النفسي وخشية الانهيار مناطق دعمه بشكل سهل نظراً لحدة الهبوط, وأيضاً في موجة الهبوط السابقة فقد المؤشر منطقة دعم المسار الصاعد عند مستوى 7.910 التي بعد فقدها ازدادت حدة الهبوط للسوق حتى تم كسر مستوى 7000 نقطة وبوصول السوق إلى هذه المستويات فقد أصبح السوق قريباً من مستوى القاع السابق 6.767 نقطة التي ارتد منها السوق منتصف العام الماضي 2007 م بعد انهياره في فبراير 2006 وبالنظر إلى الرسم البياني لمؤشر السوق السعودي فإن السوق الآن يقع عند مستوى دعم 7.200 نقطة.. ويُعتبر هذا المستوى هو مستوى الدعم الأسبوعي الأول للسوق وفي حال عدم قدرته التماسك عند هذا المستوى فإن مستوى الدعم الثاني للسوق يقع عند مستوى القاع للسوق وفي حال العودة نحو الارتفاع فإن منطقة المقاومة الأولى للسوق تقع عند مستوى 7.560 نقطة يلي هذا المستوى منطقة المقاومة الثانية للأسبوع والواقعة عند مستوى 7.960 نقطة وتمثل هذه النقطة منطقة المقاومة للمسار الصاعد الذي فقده السوق الأسبوع الماضي والعودة أعلى منه تزيد من إيجابية النظرة إلى السوق وبقدرته العودة إلى مساره الصاعد من جديد.

محلل أسواق مالية


Thamerfalsaeed@Gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد