Al Jazirah NewsPaper Thursday  18/09/2008 G Issue 13139
الخميس 18 رمضان 1429   العدد  13139
أين رقابة m.b.c

خلال عرض المسلسلات التركية على شاشة m.b.c والتي تضمنت مشاهد سيئة اعترض عليها كثير من المشاهدين صرح أحد المسؤولين في قناة m.b.c بأن هناك حرص من القناة على ما يتم عرضه وأن هناك رقابة حرصاً على عدم مرور أي مشهد سيء على الشاشة.

بل إن مسؤولا آخر في القناة أكد أن الرقابة خلال شهر رمضان المبارك ستكون صارمة..

مع الأسف الشديد لم يحدث ذلك.. فخلال العملين المحللين (كلنا عيال قرية) و(بيني وبينك) هناك العديد من المشاهد والعبارات السيئة التي صدمت المشاهدين خلال ما يسمى بالفترة الذهبية وهي أعلى نسبة للمشاهدة (بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء والتراويح)..

هناك سباب وشتم بطله المهرج فايز المالكي وحركات سخيفة وتافهة بطلها المهرج الآخر حسن عسيري واستهزاء وسخرية.. ومثل ذلك التهريج والإسفاف يحدث في العمل الآخر.. كلنا عيال قرية.. هناك عباراة مخجلة وغير لائقة يرددها أبطال العمل.. من المؤسف أن يسمعها أفراد الأسرة المتحلقين حول الشاشة في ذلك الوقت..

أين الرقابة يا مسؤولي m.b.c..

ونذكر مجدداً بالكلمات التي أوصى بها الملك فهد رحمه الله مسؤولي هذه القناة عند الشروع في فتحها وطلبه ألا يعرض على شاشة m.b.c ما يحرج الأسرة.. لماذا يكون البحث عن المال هو الأهم..

ولماذا ينتج عمل هزيل مثل (بيني وبينك) لا يحمل غير الإسفاف والتهريج.. وكثرة اللعن..

ولماذا سمح للمثلين في (كلنا عيال قرية) بالخروج عن النص وإدخال عبارات غير لائقة يعتقدون أنها مضحكة في العمل الذي يفترض أنه أهم عمل فني محلي؟!.

لماذا جاء (كلنا عيال قرية) بهذه الصورة؟

عدد الممثلين محدود وكأنهم يصورون حلقة واحدة!!

الإخراج بدائي.. وكل شخصيات العمل مهزوة.. لماذا يقدم مجتمعنا وكأنه لا يضم إلا العبيط أو المهبول أو الملقوف.. أو الخال الغثيث.. أو صاحب المقالب البايخة.. لم نشاهد شخصية سوية في العمل..

وكأن أبطال العمل والمتحكمين فيه يريدون أن يقولوا هذا هو مجتمعكم..!!

الغريب ان هذا العمل جاء بديلا عن (طاش ما طاش) ولكنه مماثل له.. كأنه حلقة طويلة تستمر أسابيع.. والعجيب هو استمرار الفشل في تقديم عمل فني كبير محترم رغم خبرة السنوات.. وتكرار المحاولات..

القصص مكررة.. والشخصيات مكررة.. والمؤسف أن بعض الكتاب حين حاولوا المساهمة في هذه الأعمال زادوا الطين بلة.. عبدالله بن بخيت ركز على قصص الجن والأشباح.. وترك أبرز ملامح الحارات الشعبية أيام زمان.

نحن في حاجة إلى عمل فني كبير يحترم المشاهدين.. يروج بشكل جيد ويتضمن صورا وأشكالاً مختلفة ويقدم المجتمع الحقيقي ويوضح مشاكله.. وتكون معظم شخصيات العمل سوية لديها مشاكل مختلفة لكنها شخصيات سوية مماثلة لما نراه في الواقع.. ولا بأس أن يكون هناك بعض الشخصيات المهزوزة فهي موجودة في كل مكان.

أما أن تكون كل شخصيات العمل على هذه الشاكلة فهو أمر يسيء للمجتمع..

لماذا لا تنتج (m.b.c) عملاً واحدا في رمضان القادم يكون ضخماً في إنتاجه ويجمع ألمع النجوم في عمل واحد.. تمنح جائزة مالية لمن يكتب قصة العمل..

وتسند الإخراج لمخرج قدير يتحكم في كل عناصر العمل.. لتخرج في السنة عملاً واحداً يحاكي إبداع الكويتيين في (درب الزلق).. أو المصريين في (ليالي الحلمية).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد