عرب (ثمانية وأربعون) في إسرائيل مشكلتهم كبيرة ووضعهم داخل المجتمع الإسرائيلي بالغ الحساسية، فعلى سبيل المثال نعلم أن حمى الزعيم القادم لحزب كاديما قد استشرت في المجتمع الإسرائيلي وداخل الحزب ذاته، بل وتعدت ذاك إلى بدء التنسيق بين باراك ونتنياهو لقطع الطريق على كاديما وزعيمه المنتظر في الانتخابات القادمة، وتشير الاحصاءات والتحليلات التي ترشحت أن الصوت العربي يستطيع ان يلعب دوراً مهماً في تحديد فوز الزعيم الجديد لحزب كاديما؛ حيث إن الأصوات العربية تمثل حوالي20% من أصوات الحزب، والآن وبعد أن انتهت هذه الهالة وأوشكت ارهاصاتها على الزوال، نتساءل: أين الصوت العربي في كل ذلك؟ وهل لعب الدور المطلوب منه في غمار العملية الانتخابية؟، وماذا يرجى أصلاً من الأصوات العربية، والأهم من ذلك كله: هل هذا الصوت العربي في جو به من الحيز الديمقراطي ما يجعله يبث تأثيره بقوة وحرية تامة، أم أنها ديمقراطية العرق والعنصرية الممقرطة؟!
تظل إسرائيل بلد التناقضات الحزبية والدعائية، ويظل مناخها السياسي الدخلي هو العامل الأول والمؤثر في سياستها الخارجية وعلى عملية السلام بالذات خصوصاً عندما يعود الأمر إلى التمايز الايديولوجي والتباين الحزبي، فهذا خبر يترشح عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية مفاده أن مستشاريها أكدوا لها بأن أي حكومة ستشكل في إسرائيل بعد حكومة أولمرت هي حكومة مؤقته في الطريق إلى انتخابات عامة مبكرة وأن عليها أن تكون حذرة في تعاطيها ومفاوضاتها مع الفلسطينين، ولعل في ذلك الكفاية لتوضيح التداخل والتشابك بين الوضع الداخلي والخارجي لهذه الدولة التي تتجاذبها صفقات الأصوات الانتخابية وأهواء الايديولوجيات الحزبية وقواعد لعبة الأحزاب ومقوماتها.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244