عنيزة - متابعة وتصوير - عطا الله الجروان:
خلال شهر واحد يجد المواطن السعودي نفسه مضطراً إلى تحمل ثلاث مناسبات ستستنزف منه مبالغ كثيرة ، فالاستعداد لشهر رمضان سحب من جيب رب الأسرة الشيء الكثير، ثم يتبعه الاستعداد لعيد الفطر وهي مناسبة تتعدد أوجه الصرف فيها ما بين ملابس وأحذية وهدايا وحلويات وتغيير أثاث منزلي وغيرها من مستلزمات العيد، وما أن يفيق رب الأسرة من هاتين المناسبتين تعقبهما مناسبة ذات أهمية بالغة هي العام الدراسي الجديد الذي سينطلق مطلع الشهر القادم وتحديدا يوم السبت 11 شوال.
ثلاث مناسبات في أوقات متقاربة ومتلاحقة جعلت من ذوي الدخل المتوسط يعيشون حالة من القلق فيرى المواطن أحمد العليان ان هذه المناسبات الثلاث لم تكن هي مصدر القلق فقد سبقها سفر وإجازة نهاية عام دراسي، ثم تلتها مناسبة رمضان، ففي هاتين المناسبتين صرفت أكثر من خمسة وعشرين ألف ريال رغم أنني سافرت داخل المملكة فقط ولمدة أسبوعين، وبعد عودتي من السفر وما أن استلمت راتب شهر شعبان حتى صرفت نصفه تقريبا في مشتريات مستلزمات رمضان وما أن ارتحت قليلا حتى عاد الصرف مرة أخرى استعدادا للعيد الذي يلزم كسوة كافة أفراد الأسرة وبعض الهدايا وقمت بحجز استراحة لقضاء يوم العيد فيها، كل ذلك كلفني أكثر من عشرة آلاف ريال، فاحتياجات أطفالي الخمسة متعددة خاصة البنات فمشترياتهن متنوعة وذات مبالغ مرتفعة، خاصة الماركات الحديثة ويعلم الجميع بأن النساء يتنافسن على شراء الماركة العالمية ولا يلتفتن إلى الصناعات ذات السعر الهادئ، كما ان بعد العيد تلزمنا العودة إلى المدارس بإعادة فتح (الجيوب) لأصحاب المكتبات والخياطين.
المواطن عبدالعزيز المهنا أطلق تسمية طريفة لواقع رب الأسرة السعودي في هذه الفترة وقال (الأب آلة صرف) وذكر بأنه بعد عودته من العطل الصيفية التي كلفته اكثر من 30 ألف ريال رغم أنه مقتصد للغاية وكانت جولته داخلية وبالسيارة.. وتابع: ما أن التقط أنفاسي حتى عاد الصرف مرة أخرى استعدادا لشهر رمضان خصوصا أن التجار ينتظرونا ببضائعهم لشفط جيوب الناس ويعلنون عن تخفيضات وعروض في الغالب تكون وهمية وعلى الورق فقط، وبعد تأمين مستلزمات الشهر الفضيل عدنا إلى فتح جيوبنا مرة أخرى من أجل فرحة العيد التي تختلف أسواقها، فمن أسواق الملابس إلى أسواق الأحذية ثم أسواق الهدايا مرورا بالخياطين وكل أسرة لها أسلوب خاص في عملية الصرف، فهناك أسر ميسورة الحال فالوضع لدى ولي أمرها عادي فالخمسون ألفاً قد لا تكفي بيت فيه عشرة أفراد، بينما يعاني رب الأسرة ذات الدخل المحدود ويجد صعوبة في توفير تلك المبالغ وأضاف المهنا: من راتبه سبعة أو ثمانية آلاف ريال فهو يعد في هذا الوقت من ذوي الدخل المحدود من وجهة نظري الخاصة.
السيد إبراهيم الناصر صاحب محلات بيع ملابس رجالية ذكر بأن هناك إقبالاً لشراء الثياب الجاهزة خاصة للأطفال حتى سن الثالثة عشرة نظرا لرخص ثمنها فالثوب الواحد لا تتجاوز قيمته ستين ريالا في الغالب، أما الشباب فهم يفضلون التفصيل لدى محلات الخياطة، كما أن الزبائن يحرصون على شراء ملابس داخلية لأبنائهم وغتر وأحذية وقد تصل تكلفة الشخص الواحد إلى أكثر من مئتي ريال إذا كان قنوعا أما من يريد أن يشتري ملابس ذات جودة عالية فقد تزيد التكلفة عن أربعمائة ريال وهذا بلا شك مرهق لميزانية رب الأسرة، وقال الناصر: إن هناك شبابا لا يشترون إلا من الملابس غالية الثمن وكذلك الغتر فهم يبحثون عن الماركة الأشهر دون النظر إلى ثمنها. وأضاف بأن الأسواق تزدحم في نهاية رمضان بشكل كثيف ونجد صعوبة في البيع مستغربا ممن يتأخر في تأمين مستلزمات العيد منذ وقت مبكر.
وعند أحد محلات الخياطة في عنيزة التقينا الشابين محمد وعلي الحسين وقالا: نحرص في كل عيد أن نغير ملابسنا إلى الماركات المشهورة ونتبع موضة العصر في نوعية التفصيل والقماش ولا نهتم بالقيمة فسعر المتر الذي اتفقنا على خياطته تجاوز مئتين وخمسين ريالا دون قيمة خياطته حيث إن المحل يأخذ مائة وعشرين ريالا لخياطة الثوب الواحد.