أغرب ما قرأت هو قيام بعض (الفنانين السعوديين) بالتحرك لوقف الهجوم الكبير الذي يشنه الإعلام السعودي على أعمالهم التي تعرضها المحطات الفضائية، وتخوفهم من أن إثارة هذه المواضيع في الوقت الراهن من شأنه تأليب الرأي العام وتجييشه على الفنانين..!
هذا القول.. وهذا التحرك إن صح فإن من يقومون به يحاولون أن يفرضوا تخريبهم للذوق العام والأخلاق مستغلين كلمات أصبحت من كثرة استغلالها بلا معنى مثل (التحريض) و(التجييش) و(تأليب) وغيرها من الكلمات، أما ما يقومون به من أفعال وأقوال وإساءة للمجتمع السعودي فعلينا أن نسكت على مضض ونقبل مثل هذا الفن الرخيص الذي يشوه سمعة شعب بكامله؛ فالأعمال التي شاهدناها واقتحمت علينا بيوتنا ويشاهدها كل يوم أطفالنا واسرنا لا تسيء لنا ولكل سعودي فقط، بل تؤسس لألفاظ ومصطلحات أصبح النشء يرددها، والمراهقون يتبادلونها بداعي السخرية، وأصبح الشارع والمقهى السعودي يتلقى كلمات بذيئة دخلت إلى البيوت قبل ذلك من قبل من كانوا يعتبرون فنانين وإذ هم أصبحوا مخربين، ففي الوقت الذي تعمل فيه بعض الجهات الرسمية على عكس الصورة الايجابية للمواطن السعودي نجد أن هذه المسلسلات تبحر عكس التيار مقدمة للعالم صورة كاذبة للفرد والمجتمع السعودي من أجل اصطناع موقف كوميدي كما يقولون عارضة أبشع الصور للإنسان السعودي حيث تظهره ساذجاً وسوقياً وفوضوياً لا تحتمله الأرض التي يمشي عليها..!
والجميع يتفق مع جميع الكتاب الذين انتقدوا هذه المسلسلات وطالبوا بإيقافها فهي أعمال تلفزيونية مفروضة من خلال عرضها من قبل محطات فضائية منتشرة ولذلك فإنها تربي أبناءنا على السوقية والانحطاط من خلال الألفاظ السيئة والايحاءات اللاأخلاقية والمشجعة على الرذيلة والعنف الجسدي، فالضرب والانفعال بسبب أو بغير سبب جميعها تشكل سلوكيات المراهقين والشباب وتسطح اهتماماتهم بقيادتهم إلى أتفه الأمور.
ومن هنا ومن خلال مسؤولية المثقفين والكتاب بالدفاع عن قيم المجتمع وصورة الشعب السعودي فإن على الكتاب والمثقفين عامة أن يقفوا جميعاً وقفة رجل واحد لتعرية هذا الاسفاف حتى لا نراه مرة أخرى.
ولنا وقفة مع المحطات الفضائية ووزارات الثقافة والإعلام في دول الخليج العربية للتحرك دفاعاً عن المجتمع الخليجي بعد تمادي من يسمون أنفسهم فنانين بتشويه صورة هذا المجتمع.
jaser@al-jazirah.com.sa