يقال إن حاطب الليل لا يرى ما تقع عليه يده، فقد يلتقط ما يؤذيه من هوام الأرض أو يجمع ما لا نفع فيه لإيقاد نار تدفئه أو تنير ما حوله، هذه هي حال غالبية المعارض التشكيلية التي تقام خارج المملكة والتي يجب أن تكون على أعلى مستوى من الاختيار إلا أن ما تم.. وكان يتم.. وسيظل كما هو الحال.. إذا لم يُعَد النظر في كيفية الاختيار والتركيز على المتميز، والشواهد كثيرة، والكتيبات المرافقة تكشف حقيقة تلك المعارض التي لها خصوصية وتحتاج إلى عناية كبيرة، إلا أنها أصبحت فرصاً لتشجيع هواة الفن وليس الموهوبين فيه. ولي مع هذه المعارض تجارب كثيرة، منها دعوتي من قبل أحد الزملاء ممن كلفوا بتنظيم أحدها، الذي حاول التنصل والهروب بطريقة دبلوماسية عند طلبي منه استعراض الأسماء المشاركة، فاكتشفت بعدها أن هناك أسماء ليس لأعمالها المستوى الذي يمكن به تمثيل ما وصل إليه الفن التشكيلي من تفرد وقدرة على المنافسة. من جانب آخر يجتهد البعض بتنظيم معارض بدعم شخصي أو من خلال تجمع أو تشكيل مجموعة (مؤقتة) تنتهي بنهاية المعرض، تقيم معارض خارج المملكة تحمل اسم الوطن مهما اختلفت مسمياتها، لم تكن كما ينبغي من حيث المستوى؛ كونها تجمع ما تسقط عليه اليد أكثر مما يستوعبه العقل والخبرات والتجارب ومعرفة الهدف من المعرض أو ممن يستجيب للمشاركة، البعض منها مجاملة والبعض الآخر لم يصدق أن يوجه له دعوة على هذا المستوى، كل ذلك على حساب سمعة الفن وتمثيله للمملكة.
كنت في لقاء عربي في الإمارات العربية المتحدة مع جمع من التشكيليين العرب من مختلف الدول العربية التي أقيمت فيها مثل تلك المعارض الرسمي منها أو (الخارج عن النص)، تلقيت من هؤلاء التشكيليين وابلاً من النقد والتساؤل عن المستوى الذي شاهدوه في تلك المعارض، متعجبين منه في ظل ما عرفوه من دعم لهذا الفن من حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام أو ما يجده من قطاعات أخرى تقدر أهميته الثقافية وتحترم المبدعين الحقيقيين فيه.
من المؤسف أن يخلط المعنيون بالمعارض الخارجية بين ما يمكن تقديمه في محيطنا الداخلي وما يمثل الوطن في هذا المجال، ومن المؤسف افتقادنا مبدأ الشورى عند الاختيار بتشكيل لجان لهذه المهمة.
هذا الموضوع أثاره عدد من التشكيليين في لقاء رمضاني مع كثير من المواضيع التي سنتطرق إليها تباعاً.
MONIF@HOTMAIL.COM