كتب - علي العبد الله:
بحركات غير طبيعية وبمشية متثاقلة وغير متزنة تظهر لنا فتاة تعاني من (تخلف) عقلي؛ نموها الجسدي سبق نموها العقلي.
تظهر هذه الفتاة بملامحها الكبيرة، وعقلها الصغير, وبأحلامها البسيطة البريئة، وقلبها الأبيض باحثة عن الأمان والسلام، ولكنها تصطدم بواقع مرير، فمنذ المشاهد الأولى يتضح لنا كيف حاول أحد ضعاف النفوس أن يستغل براءتها ويحاول أن ينال منها أثناء ذهابها (للجمعية). ثم تبدأ الأحداث بالتصاعد الدرامي، وتدخل (فضة) في صراع ذهني بسبب المتناقضات التي تراها على أرض الواقع ولا يستوعبها عقلها الصغير.
(فضة) ليست شخصيه عادية، بل شخصيه فيها الكثير من (العقد)، وليس من السهل إجادتها بإتقان بشكل متواصل مع (تذبذب) إيقاع المشهد الدرامي وصعوده إلى الذروة ثم عودته إلى القاع مرة أخرى. لذلك أسند هذا الدور لفنانة خبيرة لها وزنها وثقلها في الساحة الدرامية الخليجية والعربية، تعاملت مع الشخصية ببراعة فحبكتها وقدمتها بطريقة مقنعة جداً للمتلقي فتفاعل معها ومع همومها، وتعاطف مع أحزانها.
الفنانة (سعاد عبدالله) كسبت عقول وقلوب الجمهور من خلال دورها في (فضة) واستطاعت أن تعود للقمة بعد ابتعادها عنها في أعمالها الأخيرة وخصوصا في رمضان الماضي، حيث لم تحقق النجاح المطلوب في مسلسل (شاهين).