كتب - المحرر الفني:
وتتواصل ردود الفعل (المتشنجة) من بعض القبائل حين يتسرب خبر صحافي هنا أو هناك لمسلسل بدوي يرصد حقبة زمنية لأحد مشاهير البدو أو أحداثاً سابقة شهدت نزاعات بين قبيلة وأخرى ثم يسود هرج ومرج من بعض (المتحفظين والرافضين) للفكرة لكونها تسيء لهذا أو ذاك وتعطي انطباعاً سيئاً عن قبيلتهم وشخصياتهم عكس ما يريدون.
ولعلّ قنوات الشعر التي توالدت الفترة الماضية وبرامج الشعر ومزايين الإبل ساعدت على دخول بعضهم مرة أخرى إلى نفق القبيلة وتشبثهم بها والوصول إلى دهاليز جاهلية ردمها الزمن وتعاقبت عليها السنون.
وما حدث اليومين الماضيين من إيقاف لمسلسلين بدويين (فنجان الدم) و(سعدون العواجي)، وما جاء في بيانات القنوات المعنية بهذا المنع من تصريح واضح بأن الإيقاف جاء بناء على ضغوط قبلية ومنعاً لتفجر ما لا يحمد عقباه فإن هذا يؤكد وبالدليل القاطع عودة (القبلية) إلى صحوتها من جديد وبسط سيطرتها على مجريات الأحداث وتحكمها (التام) بسير العمل المهني في القنوات الفضائية.
لست كارهاً للقبيلة ولا متملصاً منها ولكن التأريخ لابد أن يأخذ هو الآخر مجراه ويعرف الجيل الحاضر ما كان يفعل أسلافه دون (طمطمة) ما سبق والتعلق بمقولة (نحن أبناء اليوم)، شرط أن يكون هذا الرصد بعيداً كل البعد عن الميل لصالح فئة وبخس أخرى حقها وبرأيي أن البعد عن مثل هذه المشروعات المحفوفة بالبلبلة أمر لابد منه في وقت بدأ بعضهم يلوذ بالقبلية للتنفيس عن مبتغاه، وبعضهم يريدها ناراً مدّهر سعيرها بين ظهرانينا ليكسب حفنة من الدولارات دون أهمية عواقب فعلته الوخيمة على موافقيه رأيه.
لن أقول بوصولنا إلى فتيل الفتنة ولكن البعد عن بارود البندقية وخيمة العصبية خيار واجب على الزملاء في شركات الإنتاج والقنوات الفضائية حتى لا نبكي غداً على لبن الوطنية المسكوب على غبار القبلية.