نقلت إحدى الصحف مؤخراً معاناة ساكني محافظة الخفجي والقرى التابعة لها بافتقارهم إلى مكتبة عامة يرتادها القراء والطلاب والطالبات لإكمال بحوث دراستهم على الرغم من أن هذه المحافظة يقطنها أكثر من مائة ألف مواطن وتحتضن ثلاث شركات بترولية..
...... وهي كل من شركة عمليات الخفجي المشتركة، وشركة شيفرون السعودية بميناء سعود، وشركة أرامكو السعودية في السفانية. إن من المؤسف جداً أنه لا يوجد في محافظة الخفجي سوى مكتبة صغيرة خاصة بالرجال في نادي العلمين تفتح بعد صلاة المغرب فقط وتغلق أبوابها يومي الخميس والجمعة بالإضافة إلى وجود مكتبة أخرى داخل منشآت عمليات الخفجي المشتركة وهي مخصصة لموظفي الشركة؛ مما يضطر معه الطلاب والباحثون للذهاب إلى مكتبات المنطقة الشرقية أو دولة الكويت نظراً لهذا الفقر المعلوماتي.
إنه في الوقت الذي تعيش فيه المملكة نهضة ثقافية وحراكا ثقافياً غير مسبوق - مما يحتم أن يكون للمكتبات العامة للقيام دور تثقيفي واجتماعي كبير - إلا إننا نلحظ جميعاً أن المكتبات العامة في بعض مدن مملكتنا الغالية تعيش وضعا غير مقبول من ناحية التجهيزات والخدمات المقدمة؛ حيث تعاني المكتبات من نقص الإمكانات وقلة المرتادين. ومن هنا؛ فإن الجميع ينادي مسؤولي وزارة الثقافة بضرورة إيجاد المكتبات العامة وإعادة وبث الحياة فيها وزيادة فاعلية برامجها وأنشطتها بما يواكب متطلبات العصر؛ حيث إنها تساعد في تثقيف أفراد المجتمع، واستثمار وقتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة؛ وبالتالي فإنها - يا مسؤولي وزارة الثقافة - ليست ترفاً حضارياً زائداً يمكن الاستغناء عنه، ويمكن أن تتعاون الوزارة مع المكتبات التجارية المشهورة في المملكة والأسواق الكبيرة بحيث تقدم الوزارة الدعم المالي للمكتبات التجارية والأسواق لوضع أماكن للقراءة المجانية التي تتيح توافر الكتاب بين أيدي مختلف طبقات المجتمع السعودي بما يساعد على ممارسة أفراد المجتمع للقراءة في الأماكن العامة.
إننا نأمل جميعاً أن تبادر الوزارة بإنشاء المزيد من المكتبات العامة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها وقراها وتجهيزها بكل ما تحتاجه؛ سعياً لخدمة المجتمع ونشر المعرفة بين أفراده، كما يأمل الجميع أن يشارك رجال الأعمال والقطاع الخاص بإنشاء المكتبات العامة وفق تصاميم معتمدة ومحددة أو تجهيزها بما تحتاجه وتسميتها بأسماء هؤلاء الرجال أو تلك الجهات تقديراً لهم وتشجيعا لغيرهم للقيام بمثل هذه الأعمال الوطنية التي تساعد الباحثين والمهتمين للحصول على ما يحتاجونه من مختلف فنون العلم والمعرفة، كما يأمل كثيرون أن تقوم مكتبة الملك عبد العزيز العامة باعتبارها أنموذجاً رفيعاً في تقديم الخدمات المتعددة والمتنوعة للباحثين - بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين الرئيس الأعلى لمجلس المكتبة - بنشر فروعها في محافظات ومدن مملكتنا الغالية.
وأخيراً فإن هناك محافظات ومدن أخرى ينتظر أبناؤها وبناتها وباحثوها افتتاح مكتبات عامة تكون منارات ثقافية ومعرفية إلا إذا كانت وزارة الثقافة ترى بأن هذا ليس من أولويات اهتماماتها!
alelayan@yahoo.com