الحدود إذا لم تكن منيعة على المهربين والمخربين فإنها ستبقى مجرد علامات على الخريطة تدرس لطلاب المراحل الابتدائية! لكنها على الأرض ستكون بوابات مفتوحة لدخول الشرور والسموم وكل ماهو مضر لأمن الوطن!
البيوت كما هو متعارف عليه تدخل من أبوابها لكن اللصوص والمجرمين لايحبون الابواب ولا يؤمنون بشرعيتها! لذلك فلم يعرف عنهم أنهم أستاذنوا بالدخول كما يفعل عباد الله المؤمنون بسيادة الإنسان على أرضه وبيته!
وما يحدث ليلا ونهارا هو ما دعا المسؤولين إلىالتفكير في بناء سياج على الحدود الشمالية قد يصل طوله إلى (900) كم! وهو الذي دعا حرس الحدود في منطقة جازان بتنفيذ موانع حديدية (سياج حديدي) بطول (ستة كيلومترات) فقط!! لحماية (بعض) القرى السعودية المتاخمة للحدود مع اليمن والحد من عمليات التهريب والتسلل التي تنشط في هذه المنطقة خاصة ليلا. وهذا السياج القصير جدا الذي لا أعرف مدى جدواه يدل على أن مايجري من مخالفات وتهريب قد تجاوز كل (الحدود) بعد عمليات تهريب من قبل بعض العصابات وأخطر مافي ذلك هو تهريب الاسلحة والمخدرات الأولى تهدد أمن الوطن والثانية تهدد سلامة شبابه.
حدودنا الجنوبية أكثر من ألف كيلو متر وكل كيلو متر منها يشكل منفذا يؤرق رجال حرس الحدود، وقد راح عدد منهم شهداء مضحين بأرواحهم لحماية البلاد من مروجي المخدرات ومهربي الأسلحة!
هذه الخطوة المتأخرة جدا جاءت في الاتجاه الصحيح ولن ينكر علينا أحد حماية حدودنا ومن أنكر ذلك فعلينا الانستمع إلى من يريدنا أن نتغاضى عن شيء من سيادتنا على أرضنا، وفي سبيل حماية الوطن والمواطن علينا ألا نستمع إلى تلك الاصوات النشاز التي ستعتبر مثل هذا السياج الذي نبنيه من مالنا وعلى حدودنا ينتقص من حق أي إنسان.
وهو سياج يمنع دخول المجرمين لكن الأشخاص الطيبين فسيجدون المملكة كعادتها بلدهم الأول (مكرر) فيها يشعرون بالامن والأمان وسيجدون أبواب الرزق والاستثمار مشرعة أمامهم بلا ضرائب ولاعوائق على تحركاتهم، وسيجدون شعبا طيبا ينسى كل خطيئة ارتكبت في حقه مهما عظمت بل وسيقول له (حللت أهلا ووطئت سهلا) متى ما دخل البيوت من أبوابها!! ان سياجا على الحدود له أهمية قصوى ولكن الأهم من ذلك هو حدود السياج وطوله!!
alhoshanei@hotmail.com