اهتز العراقيون وكل مساندي الحقيقة وحرية الرأي، وكل إنسان يقدس النفس البشرية للجريمة النكراء التي شهدتها مدينة الموصل الحدباء، ففي الوقت الذي كان المسلمون صائمين، قامت مجموعة من فرق الإجرام الإرهابية الظلامية باختطاف طاقم محطة الشرقية العراقية الذي كان يعمل لانتاج حلقة لبرنامج (فطوركم علينا)، وبعد اختطاف فريق المحطة وسط حضور الجماهير، من قبل جماعة اجرامية غير معروفة...!! اقتيد الفريق التلفزيوني المكون من أربعة اشخاص إلى سيارة ذات دفع رباعي واتجهوا بهم إلى خارج مدينة الموصل، وبعدها تم قتل أربعة من الفريق التلفزيوني فيما نجا السائق الذي ظن المجرمون أنه قد قضى نحبه، فيما نجت مقدمة البرنامج والمصور الذي كان يصور الحلقة، حيث كان الاثنان في ضيافة احدى الأسر العراقية الفقيرة للبرنامج (فطوركم علينا) وهو برنامج اجتماعي تكافلي تقوم قناة الشرقية بتقديمه أثناء شهر رمضان المبارك حيث يزور فريق من المحطة احدى الأسر العراقية الفقيرة، ويشاركهم في اعداد الفطور الذي جلبت مواده الغذائية ويتشارك الجميع في إعداد الفطور ويتناولونه جميعاً، وبعد ذلك تقدم هدايا للأسرة، وهي عبارة عن أجهزة كهربائية منزلية اضافة إلى مبلغ ألفي دولار أمريكي تسلم للأسرة. وقد حظي البرنامج بإقبال وتقدير جميع العراقيين، وقد تنقل معدو البرنامج في جميع المدن والقرى العراقية.
وتعد قناة الشرقية العراقية من أكثر القنوات العراقية الفضائية تفوقاً، وأكثرها استقلالاً وحيادية وتحمل توجهاً عربياً مستقلاً مما جعلها مقبولة من جميع العراقيين ويقبلون عليها، وهو ما أثار حسد وحنق المحطات الفضائية العراقية الأخرى، إلا أن الذي لاحظه متابعو الملف العراقي أن محطة العراقية الفضائية وهي محطة حكومية تمول بأموال حكومية شنت حملة تشهير وتشكيك بمحطة الشرقية والصحفيين العاملين فيها، لأن الشرقية قد بثت تقريراً يظهر تعذيب سجناء في السجون العراقية التي تشرف عليها الحكومة العراقية.
فيما يرى متخصصون في الشأن العراقي أن جريمة خطف وقتل الصحفيين والعاملين في الشأن الثقافي العراقي تندرج ضمن حملة تغييب الهوية العربية وخنق صوت الحقيقة وحق الشعب العراقي في العيش بكرامة واستقلال بعيداً عن هيمنة أي طرف أجنبي، ولاحظ هؤلاء المختصون أن العراق شهد في غضون الأيام القليلة الماضية مقتل عدد من المثقفين والصحفيين العراقيين، فقبل أيام قتل مستشار وزارة الثقافة العراقية وقبلها اغتيل صحفي عراقي مشهور مما رفع أرقام الضحايا من الصحفيين العراقيين إلى أكثر من 243 صحفياً اضافة الى 164 من العاملين في الأجهزة الإعلامية وهو ما يجعل العراق أكثر بلد قدم هذا العدد من الصحفيين الشهداء كما تؤكد هذه الحصيلة الاتهامات التي توجهها القوى العربية والوطنية في العراق والتي تؤكد أن الصحفيين الضحايا هم أولئك الذين يدافعون عن هوية العراق العربية وأن المثقف العراقي سواء كان صحفياً أو أستاذاً جامعياً أو كاتباً ومثقفاً مستهدف من القوى الظلامية والإرهابية القادمة من خارج الحدود لتفريغ العراق من مثقفيه والمدافعين عن هويته العربية لغرض هويتهم وأجنداتهم الغريبة عن ثقافة وأهل العراق.
jaser@al-jazirah.com.sa