ذكرت وثيقة مرجعية لتقويم التجارب والجهود العربية في تعليم الكبار أعدت من قبل عدد من الباحثين العرب أن الوطن العربي شهد جهوداً حثيثة لمحو أمية الكبار منذ منتصف القرن الماضي ففي عام 1948 قامت جامعة الدول العربية .
باستفتاء الأعضاء فيها لتعرف طرق وأساليب مكافحة الأمية. وبعد سبع سنوات عقد بالقاهرة مؤتمر التعليم الإلزامي للدول العربية في عام 1954 وكان من أهم توصياته ربط تعميم وإلزامية التعليم الابتدائي بجهود محو الأمية، وأن تضع كل دولة خطة شاملة لتعميم التعليم الإلزامي المجاني في فترة لا تتجاوز عشر سنوات، وأن تكون المدارس الإلزامية مراكز للتربية الأساسية وتنمية الوعي بضرورة تعليم البنات للنهوض بالأسرة والمجتمع وفي عام 1964 عقد المؤتمر الإقليمي لتخطيط وتنظيم برامج محو الأمية في البلاد العربية عرف باسم مؤتمر الإسكندرية الأول وكانت أهم قراراته تحديد فترة خمس عشرة سنة للقضاء على الأمية والدعوة إلى إنشاء صندوق عربي لمحو الأمية وإنشاء جهاز خاص لمحو الأمية.. وقد سعى الجهاز إلى وضع أول إستراتيجية لمحو الأمية في البلاد العربية عام 1976 وأقرها مؤتمر الإسكندرية الثالث في بغداد عام 1979، كما تم تحقيق الدعوة لإنشاء صندوق عربي لمحو الأمية وتعليم الكبار في عام 1980، كما وضع مشروع خطة تعميم التعليم الابتدائي ومحو الأمية في الوطن العربي لمدة عشر سنوات 1990 - 2000م وذلك في عام 1985 وفي العقد الأخير من القرن العشرين شاركت الدول العربية في المؤتمر العالمي حول التربية للجميع والذي عقد في جوميتان بتايلاند عام 1990، حيث تشير الوثيقة إلى أن المؤتمر أوضح أن الجهود التي بذلتها دول العالم لضمان حق التربية للجميع ما زالت تحتاج إلى المزيد من الجهود لأن هناك أكثر من 100 مليون طفل بينهم 60 مليون فتاة على الأقل محرومون من الالتحاق بالتعليم الابتدائي وحوالي 960 مليوناً من الراشدين ثلثاهم أميون من النساء وأكثر من ثلث الراشدين في العالم لا سبيل لهم إلى المعرفة المطبوعة والمهارات والتقنيات الجديدة والتي من شأنها تحسين نوعية حياتهم. وقد أصدر مؤتمر جوميتان الإعلان العالمي حول التربية للجميع يتكون من عشر مواد هي تأمين حاجات التعليم الأساسية، وصياغة رؤية موسعة والتزام متجدد نحو التربية للجميع، وتعميم الالتحاق بالتعليم والنهوض بالمساواة، والتركيز على اكتساب التعلم، وتوسيع نطاق التربية الأساسية ووسائلها، وتعزيز بيئة التعليم، وتقوية المشاركات، ووضع سياسات مساندة، وتعبئة الموارد، وتدعيم التضامن الدولي. وفي مطلع الألفية الثالثة شاركت الدول العربية في المؤتمر الثاني للتعليم للجميع الذي عقد في داكار بالسنغال عام 2000 وأوضح المؤتمر أن الجهود المبذولة للتعليم للجميع حققت تقدماً كبيراً في العديد من البلدان ومع ذلك فإنه من غير المقبول أن يظل أكثر من المقبول أن يظل أكثر من 113 مليون طفل محرومون من التعليم الابتدائي في عام 2000 وهناك 880 مليون أمي من الكبار وأن الكبار مازالوا محرومين من اكتساب المهارات والمعارف المدرة للدخل وتذكر الوثيقة أنه بناء على ذلك صدر عن المؤتمر إعلان بالسعي إلى تحقيق ستة أهداف هي توسيع وتحسين الرعاية والتربية وبخاصة للأطفال الأكثر حرماناً، والعمل على تمكين جميع الأطفال من الحصول على تعليم ابتدائي إلزامي ومجاني بحلول عام 2015، وضمان تلبية حاجات التعليم لكافة الصغار والراشدين من برامج المهارات الحياتية، وتحقيق تحسن بنسبة 50% في مستويات محو أمية الكبار بحلول عام 2015، وإزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في مجال التعليم الابتدائي والثانوي بحلول عام 2005، وتحقيق المساواة بين الجنسين في ميدان التعليم بحلول عام 2015 وتحسين كافة الجوانب النوعية للتعليم وضمان الامتياز للجميع. وضمن جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم لمحو أمية الكبار ونشر مبدأ التعليم المستمر فقد أصدرت إستراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي عام 2000 تضمنت أربعة عشر محوراً صنفت في خمسة موضوعات رئيسة من حيث الفلسفة والبرامج والمستفيدين والقوى البشرية والمؤسسات ولتطوير الأداء الوطني لسد منابع الأمية أصدرت المنظمة الخطة العربية لتعليم الكبار عام 2001 والهدف هنا هو عرض ما جاء في الوثيقة المرجعية لتقويم التجارب والجهود العربية في تعليم الكبار وليس تشخيص الواقع الفعلي لتعليم الكبار في الدول العربية أو النقد أو التحليل بل الاستفادة مما جاء في هذه الوثيقة من معلومات وبرامج وإحصاءات، فقد ركزت هذه الوثيقة من معلومات وبرامج وإحصاءات، فقد ركزت هذه الوثيقة على ثلاثة محاور الأوضاع الحالية لمحو أمية الكبار في الوطن العربي، ومؤشرات لتقويم ما حققته الجهود والتجارب العربية لمحو أمية الكبار، وتوجهات مستقبلية لتطوير العمل لمحو أمية الكبار في الوطن العربي. وعلى الله الاتكال.