شاهدت يوم أمس برنامجاً عن البيوت الفخمة في أكثر من دولة غربية. بيوت مدراء الشركات وبعض المتقاعدين والطبقة فوق الوسطى قليلا والمحترفين كالرسامين والمعماريين. يمكن القول أغنياء فالبيوت التي قام البرنامج بزيارتها بيوت فخمة لا يقل سعر الواحد منها عن خمسة ملايين دولار. معظم هذه البيوت تقع في مناطق غاية في الجمال أو أحياء شهيرة في بعض المدن.
تأخذنا ربة البيت مع مقدم البرنامج في جولة داخل المنزل وتعرفنا ببعض اللمسات التي يتميز بها هذا البيت دون سواه أو أسباب بنائه بهذه الطريقة والحلم الذي حققاه من السكن فيه. برنامج مثرٍ يطلعك على تخطيط العائلات الغربية للمستقبل أو كيف يصرفون فلوسهم على متعهم وتميزهم. لاحظت في هذا البرنامج شيئين غريبين. الأول أن معظم البيوت تم بناؤها بناء على ذوق الزوجة وبإشرافها واتفق معظم أصحاب البيوت في معرض حديثهم أن البيت هو للزوجة قبل أن يكون للزوج (مملكتها) ليس بوصفها درة مكنونة فهي تطلع وتدخل على كيفها وليس التزاما بالقوانين الغربية التي تفرض على الزوج تقاسم الثروة المكتسبة مع زوجته إذا حدث الطلاق ولكن لأن معظم الحفلات التي سوف تقام في البيت من نصيب المرأة، ليس لأن المرأة سوف تدعو صديقاتها أو قريباتها ويذهب الزوج يضرب له رأس أو رأسي معسل في أقرب قهوة حتى ينتهي الحفل فالحفل في مفهومهم كما لا يخفى علينا مشترك يدعى إليه أصدقاء العائلة من الجنسين. الشيء الثاني الذي لفت نظري غياب الخادمات. تفهم من الحديث والشرح أن الزوجة هي التي تقوم بكل أعمال البيت. تكنس وتغسل الصحون وتطبخ وتعتني بالتفاصيل. تشرح كل زوجة الطريقة والجدول الزمني للعمل. الفرق الذي لمسته من حديثهم أن الزوجة ليست مسؤولة عن غرف الأولاد اليافعين. واحد من البيوت ذكر أنه متعاقد مع خادمة تزورهم مرتين في الأسبوع. وقبل أن يحقق خيال المتزمتين نقاطا لصالحه علينا أن نعرف أن كل الزوجات اللاتي تمت زيارتهن في هذا البرنامج هن من العاملات في وظائف مهمة، ومعظمهن لا تقل أعمارهن عن الأربعين. كيف يستقيم الأمر في العقل. بيوت فاخرة وكبيرة وأغنياء ونساء عاملات ومع ذلك تغيب الخادمات عن بيوتهم في الوقت الذي نجد في المملكة بيوتاً صغيرة ونساء عاطلات وفقراء ولديهم خادمة أو خادمتان. دهشتي هذه ليست جديدة. عشت في إحدى السنوات في واحد من أحياء الطبقة الوسطى في لندن. لا يوجد في بيوتهم سوى أهل البيت. الأم والأب والأطفال. يخلو البيت من البشر في الصباح. الأطفال في المدرسة والزوجان في أعمالهما وإذا كان هناك رضيع فيؤخذ إلى حضانة. نفس الشيء في أمريكا واليابان وكوريا والهند وموريشس. نفس الشيء في كل مكان في العالم ما عدا المملكة ودول الخليج. المرأة العاملة المنتجة لا تحتاج إلى خادمة والمرأة الخاملة الممنوعة من العمل تحتاج إلى خادمة. ليتني أملك القدرة على التحليل الاجتماعي والاقتصادي والسنبوسواوي واللقيمواوي حتى أصل إلى حل لهذا اللغز.
YARA.BAKEET@GMAIL.COM