يحكى أن كمسريا (محصل الرسوم في الباصات والقطارات) كان ينتقل من عربة إلى أخرى في القطار السريع لتحصيل الرسوم وإذ بقدمه تزل فجأة أثناء سيره فهوى ليستقر بين القضبان الحديدية.. وحاول أن يتلمس طريق النجاة وسط الظلام الحالك إلا أن كل شيء حوله كان يشير إلى أنه لا محالة هالك فقد وقع في الفخ بعد أن كسرت ساقه وعجز عن الحركة تماما.. حاول أن يستغيث بالصراخ إلا أن صوته لم يراوح محيطه وباءت كل محاولاته بالفشل.. وفجأة وإذ بقطار كبير يسير بسرعة عالية باتجاهه.. صرخ وصرخ ولكن للأسف فقد غطى على صوته صوت القطار.. فكان في وضع لا يحسد عليه.. فالقطار متجه نحوه ولو دهسه لقطعه إربا إربا وبعد أن كاد يفقد كل أمل لديه لمعت في ذهنه فكرة حيث تذكر أن في جيبه علبة كبريت.. فأخرجها بسرعة وأشعل عود ثقاب.. وكرر ذلك مرة ومرتين، وثلاثا.. وعشرة.. وفجأة حدثت المعجزة فقد توقف القطار المحمل بالبضائع على بعد خطوات منه حين تنبه السائق لذلك النور الذي كان يومض لفترات متقطعة، ثم ينقطع.. فأوقف القطار على الفور ونجا الرجل من الموت المحقق!!
أنا وأنت نملك العديد من أعواد الثقاب
دين.. صحة.. إنجازات.. موهبة.. أمن.. أخلاق..
فليبحث كل واحد منا عن عود ثقابه, عن الجانب المضيء في نفسه..
قبل أن تنطمس معالمنا تماما وقبل أن يعبر قطار الحياة فوق أجسادنا..
ابذر الخير ما استطعت.. انثره في الفضاء.. وتأكد أنه لن يتلاشى..
بل سيعود محملا بالخير والنماء.. كما تحمل السحب بشائر السماء.