تؤكد الأبحاث الطبية أن الأطفال معرضون للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة السمنة وقلة النشاط البدني وسوء التغذية. أجرى العلماء دراسات حول أسباب الموت المفاجئ للكثير من المراهقين والأطفال، فوجدوا أن 60% منهم كانوا يعانون من رواسب دهنية في الشريان التاجي الذي يضخ الدم إلى القلب. وجدير بالذكر أن واحداً من بين كل أربعة ذكور وواحد من بين كل ثمان إناث يعانون من تلك الرواسب التي تنذر بمرض تصلب الشرايين. وأثبتت دراسة أجرتها الجمعية الدولية لمكافحة الشرايين. وأثبتت دراسة أجرتها الجمعية الدولية لمكافحة السمنة أن 155 مليون طفل بين سن الخامسة والسابعة عشر يعانون من زيادة مفرطة في الوزن، وأن من 30 إلى 45 مليوناً منهم يمكن أن نطلق عليهم صفة البدانة.
لا يمارس معظم الأطفال أي نشاط يساعدهم على اكتساب اللياقة البدنية. وتؤدي قلة الحركة إلى السمنة، والكثير من أمراض القلب والشرايين. وهنا يأتي دور الآباء في تغيير نمط حياة أبنائهم. وقد يظن الآباء أن الحل هو وضع نظام غذائي صارم للطفل البدين، ولتجاوز تلك المشكلة ينصحك الأطباء بما يلي:
أولاً: قنن ساعات مشاهدة
طفلك للتلفزيون
أثبتت الإحصائيات أن 90% من الأطفال الذين يعانون من زيادة في الوزن يشاهدون التليفزيون لأكثر من ساعتين يومياً. وإذا أضفنا الوقت الذي يقضونه أمام الكمبيوتر وألعاب الفيديو، نجد أن وقت جلوسهم بلا حركة يزداد أكثر فأكثر. كما أن الأطفال يميلون إلى تناول الطعام أثناء مشاهدة التليفزيون، خاصة المسليات والوجبات السريعة مرتفعة السعرات الحرارية. ولتقليص الوقت الذي يقضيه أطفالك أمام التليفزيون، اسمح لهم بمشاهدة برامجهم المفضلة فقط بدلاً من الجلوس لمشاهدة كل ما تعرضه الشاشة الفضية.
ثانياً: عود طفلك على ممارسة الرياضة منذ الصغر
إذا كنت تلعب مع طفلك بعد بلوغه عامه الأول بأن تمسك يديه وتساعده على الوقوف أو تدعه يتحرك بحرية في فناء المنزل، فإنه سيمارس رياضات مثل كرة القدم أو الجولف ويظل بعيداً عن شبح البدانة عندما يشتد عوده؛ مما يثبت أن ممارسة الرياضة تبدأ منذ الصغر. على الآباء أيضاً أن يشجعوا أبناءهم على الذهاب إلى المدرسة بالدراجة أو سيراً على الأقدام، بدلاً من توصيلهم بالسيارة.
ثالثاً: لا تهمل ممارسة
الرياضة أثناء الدراسة
تشير الأبحاث إلى أن لياقة الأطفال البدنية تتلاشى بمجرد انتهاء الإجازة والذهاب إلى المدرسة؛ حيث يقضون معظم الوقت جالسين على المقاعد، ولا يتحركون إلا في استراحة الغداء. ناهيك عن أن الوقت المخصص لحصص التربية الرياضية في المدارس قليل جداً. يتعارض هذا بشدة مع الآراء العلمية التي تشير إلى أن ساعة على الأقل يومياً من الرياضة البدنية ضرورية لصحة الطفل، وتقوية ذاكرته، وزيادة قدرته على الابتكار والتنظيم.
وأخيراً يؤكد أطباء الأطفال أن المحافظة على وزن طفلك لا تنعكس بالإيجاب على صحته الجسدية فحسب، بل على صحته النفسية أيضاً؛ حيث يشعر الطفل بالثقة بنفسه لأن أقرانه لن يسخروا منه أو يعيروه بالبدانة، ويصبح أكثر نشاطاً وقدرة على اللعب والمشاركة في العديد من الأنشطة التي تستحيل ممارستها مع الوزن الزائد.