تأمل أخي ونحن في شهر القرآن إلى هذه القصة العجيبة في صحيح البخاري، تعليقاً قال البخاري (ويُذكرُ عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة ذات الرقاع فرُمي رَجُلٌ بسهم فنزفه الدمُ فركعَ وسجدَ ومضى في صلاته)، قال ابن حجر (إن هذا الحديث صحيح). وفي القصة (..فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً فقال: من رجل يكلأنا ليلتنا هذه؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا: نحن يا رسول الله، قال فكونا بفم الشعب، قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى الشعب من الوادي، فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه؟ قال أكفني أوله، فاضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي، قال وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربية القوم، قال فرماه بسهم فوضعه فيه، قال فنزعه فوضعه وثبت قائماً يصلي، ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً يصلي، ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع ثم أهب صاحبه فقال اجلس فقد أثبت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به فهرب، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال: سبحان الله أفلا أهببتني أول ما رماك؟ قال كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها فلما تابع على الرمي ركعت فأذنتك وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها). في صحيح ابن خزيمة وابن حبان وسنن ابي داود وغيرهم وحسنه الألباني وصححه الحاكم، وأظن أن القصة مع هذا الصحابي الجليل لا تحتاج إلى مزيد تعليق ولكن تحتاج إلى تطبيق، فمن ذاق حلاوة قراءة السور إلى هذه الدرجة ونحن في رمضان هل تدبرنا القرآن وشعرنا بما فيه؟
تبوك