Al Jazirah NewsPaper Friday  12/09/2008 G Issue 13133
الجمعة 12 رمضان 1429   العدد  13133
الرؤى والمنامات
فوائد حديث سمرة بن جندب
عايض بن محمد العصيمي

ذكرنا لكم أحبتي الكرام في الأسبوع الماضي حديث سمرة بن جندب - رضي الله عنه - الطويل، وفي هذا الأسبوع سنقطف معكم سويا بعض فوائد هذا الحديث الشريف العظيم في رؤيته الطويلة - عليه الصلاة والسلام - .

فمن فوائد هذا الحديث: سؤاله - عليه الصلاة والسلام - الكثير لأصحابه عن رؤاهم في قوله: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني مما يكثر أن يقول لأصحابه: (هل رأى أحد منكم رؤيا؟). ومن الفوائد سعة خلقه ورحابة صدره وصبره على أصحابه وحسن الاستماع لهم في قوله: (قال: فيقص عليه من شاء الله أن يقص). في قوله: عند مسلم (إذا صلى الصبح) وأما قوله - عليه الصلاة والسلام -: (فإني قد رأيت منذ الليلة عجبا): ففيه أن بعض الرؤى والمنامات يتعجب منها صاحبها وتكون ذات أهمية كما حصل له - عليه الصلاة والسلام - وفي الحديث التحذير من النوم عن الصلاة المكتوبة وعن رفض القرآن لمن يحفظه وبيان شدة عقوبة من أخذ القرآن ورفضه وعدم تلاوته والعمل به ونام عن صلاته المكتوبة فيثلغ رأسه بالحجر والعياذ بالله. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (قال ابن هبيرة: رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة: لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه، فلما رفض أشرف الأشياء وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس) وكذلك فيمن نام عن الصلوات المكتوبات. وفي الحديث أيضاً عظم عقوبة الكذاب حيث يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخريه إلى قفاه وعينيه إلى قفاه بكلوب أي: بحديدة معوجة الرأس والعياذ بالله. قال ابن العربي: (شرشرة شدق الكاذب إنزال العقوبة بمحل المعصية، وعلى هذا تجري العقوبة في الآخرة بخلاف الدنيا). وفي الحديث بيان لعقوبة الزنا والعياذ بالله فإن الزناة والزواني يكونون عراة في تنور من نار قال ابن حجر في الفتح: (مناسبة العري لهم لاستحقاقهم أن يفضحوا لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة فعوقبوا بالهتك، والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى. وفي الحديث بيان حال آكل الربا حيث إنه يسبح في نهر ويلقم الحجر. قال ابن هبيرة: (إنما عوقب آكل الربا بسباحته في النهر الأحمر وإلقامه الحجارة لأن أصل الربا يجري في الذهب والذهب أحمر، وأما إلقام الملك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا وكذلك الربا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه محقه). وفي الحديث بيان باسم خازن النار وهو مالك عليه السلام قال الحافظ في الفتح: (إنما كان كريه الرؤية؛ لأن في ذلك زيادة في عذاب أهل النار). وفيه أي الحديث بيان منزلة نبي الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حيث إنه في روضة ومن حوله كل مولود ولد على الفطرة وإنما اختص إبراهيم لأنه أبو المسلمين، قال تعالى: {مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} وفي هذا الحديث من الفوائد أن الإسراء وقع مرارا يقظة ومناما على أنحاء شتى. وفيه أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ. وفيه أن الذي له قصر في الجنة لا يقيم فيه وهو في الدنيا بل إذا مات، حتى النبي والشهيد. وفيه الحث على طلب العلم واتباع من يلتمس منه ذلك. وفيه فضل الشهداء وأن منازلهم في الجنة أرفع المنازل. وفيه أن من استوت حسناته وسيئاته يتجاوز الله عنهم، اللهم تجاوز عنا برحمتك يا أرحم الراحمين. وفيه: أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ وفيه استقبال الإمام أصحابه بعد الصلاة وفيه حجة لمن قال إن أطفال المشركين في الجنة. إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة للحديث والله تعالى أعلم.

***

وقفة: (يحك جلده بأظفاره)

رأى أحد الأشخاص في منامه أنه يحك جلده بأظفاره ولا يستطيع أن يتوقف عن الحك. فسأل من عبرها فقال له: تخسر أصدقاءك لسوء خلقك ثم يعوضك الله بخير منهم بعد استقامتك وهداية وحسن خلقك.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد