يُعدُّ سوق تمور بريدة ومن خلال استقراء ميداني للسنوات الماضية أحد أهم مجالات الاستثمار وأوفرها مردوداً اقتصادياً، حيث شهدت السوق تنامياً متسارعاً واهتماماً استثنائياً لدى المستثمرين الذين اعتبروا الفرصة مغرية في العمل بمجالات التمور وتسويقها. ولعل التطور الكبير في مجالات العروض والتسويق وتحقيق رغبات المستهلكين كان سبباً مباشراً في خلق الفرص الاستثمارية وتحقيق عوائد مالية عالية إذ لم تكن التمور قبل عشرين عاماً تعرف التصنيفات الحالية التي جعلت الناس يهتمون بالتمور كأحد أبرز مكونات المائدة وأكثرها جاذبية وإغراء.
وإذا كانت فئة من الشباب والمهتمين قد استفادت من هذا المجال في غضون السنوات القليلة الماضية ودخلت إلى عالم المال والأعمال من خلال ثروة وطنية غذائية بالغة الأهمية برزت في الوجوه الجديدة التي انضمت إلى قائمة التمريين فإن المؤشرات تؤكد قدرة هذا المجال على استيعاب أعداد أخرى من الشباب الراغبين في العمل، فالطلب العالمي وبعد تحسن العرض وأساليب الحفظ المبتكرة بدأ يتزايد وبشكل لافت لا سيما في الدول الأوروبية والأمريكيتين وتطور سبل الاتصال والتواصل عبر الشبكة الإلكترونية.
كما أن الاستفادة من التمور في إطار الصناعات التحويلة وظهور منتجات جديدة تعتمد بالدرجة الأولى على التمور يؤكد جدارة الاستثمار في سوق التمور.. ثم إن هذه السوق وما تشهده من نقلات نوعية مهمة خلقت فرصاً مرتبطة بالتمور قبل البيع وبعده كالصرام والتنقية، الفرز، الضمد، التبريد، التعليب وكل ذلك يترتب عليه خلق فرص عمل وصناعة وغيرها.
وإذا ما علمنا أن حجم التداول في موسم التمور لهذا العام قد يصل إلى ملياري ريال، فإن هذا الرقم كفيل بالاهتمام وفيه تأكيد على أن الاستثمار في مجالات التمور والاستفادة من هذه الفرصة الموسمية أمر يجب التأكيد عليه، فالذين خاضوا غمار التجربة والبيع والشراء في سوق التمور لا زالوا يذكرون أنه المجال الرحب لممارسة التجارة ذات المردود المغري.