بيروت - منير الحافي:
تحول منزل الشيخ أبو صالح فرحان العريضي في بيصور إلى ما يشبه خلية نحل من جراء الوفود الشعبية والرسمية التي جاءت للتعزية بوفاة نجله القيادي في الحزب الديموقراطي اللبناني صالح العريضي في انفجار سيارته مساء الأربعاء.
وصالح العريضي وإن كان محسوباً في السياسة على الأمير طلال أرسلان، رئيس الحزب المذكور، إلا أنه ينتمي إلى بيت درزي عريق، لطالما ساهم في العمل على المصالحة بين أبناء الجبل، خصوصاً إثر أحداث أيار الأخيرة، وكان له دور في تقريب وجهات النظر بين النائب وليد جنبلاط وأرسلان. جنبلاط كان أول من توجه إلى بيصور فور علمه بالحادثة مساء الأربعاء، وكانت لزيارته وقعها المهم، خصوصاً في غياب أرسلان الذي كان خارج البلاد ووصل صباح الخميس. جنبلاط نبه إلى أن هناك من تضرر من عملية المصالحة مع أرسلان، وهناك من تضرر من المصالحة في الشمال، ومن تضرر من التواصل النظري بين النائب سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
أرسلان من جهته توجه فور عودته من المطار إلى بيصور، حيث ألقى كلمة أكد فيها أن وحدة الجبل التي (بدأناها سوياً بالتعاون مع وليد جنبلاط وسيد المقاومة السيد حسن نصرالله سنستمر بها، ولن نقبل أن تُضرب ضربة كف في الجبل).
هذا، واستمرت ردود الفعل الشاجبة للجريمة، والداعية إلى وأد الفتنة. رئيس الجمهورية ميشال سليمان أجرى سلسلة اتصالات شملت النائب جنبلاط والوزير أرسلان وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد الركن أدمون فاضل، واطلع منهم على ما توافر من معلومات عن جريمة الاغتيال، طالباً التنبه إلى كل المؤامرات التي تحاك لإعادة توتير الأجواء وعرقلة مساعي المصالحة والتحضيرات الجارية لمؤتمر الحوار الوطني. ورأى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الجريمة تستهدف السلم الأهلي في لبنان خصوصاً أن جميع الفرقاء سيتوجهون إلى طاولة الحوار الأسبوع المقبل. كما تستهدف المصالحة في طرابلس وسائر المناطق (الأمر الذي يعيدنا إلى فصول الاغتيال المرة والقاسية).
بدوره رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اعتبر أن يد الإجرام حاولت إجهاض الجهود التي تبذل حالياً للمصالحة، بهدف بث التفرقة بين اللبنانيين. وأشار السنيورة إلى أن هذه المحاولات لن تنجح بسبب وعي اللبنانيين وإدراك قياداتهم خطورة هذه الاستهدافات. أما رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري فأجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، لتعزيته بالمغدور. كما اتصل الحريري برئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، مستنكراً حادث التفجير، وحيَّا جهوده التي يبذلها في الحفاظ على وحدة الصفّ. كما اتصل الحريري بالشيخ أبو صالح فرحان العريضي معزياً، وأبدى تعاطفه مع العائلة في مصابها الأليم. كذلك صدرت إدانات واسعة من عدد كبير من القياديين اللبنانيين والشخصيات الدينية، أجمعت على إدانة العملية الإرهابية والتحذير من مغبة الانجرار إلى مراميها التآمرية على أبناء الجبل ولبنان.