عيون المها بين السُّليّل والقُمْري |
عبَرنَ بي الوادي الخصيب على مُهْرِ |
وطوّفْنَ بي ما بين دَوْشٍ وزعتر |
وفُلّ وريحان تضوّع في الشعر |
تسافر في الخيلان(1) والخبت تجتلى |
نجاوى (أبي دفَّاش)(2) يأتي على الغجري(3) |
يحدث عن ماض جميل ويحتفي |
بنخبة قوم رافقوه على الإثر |
وتبدر من عَقْم الشُّتيفي بوادر |
بها مَيْلَة السَّعدان(4) تعدو على قدر |
ومن جبجب(5) يسري إلى الحصن موقناً |
برؤية نجران(6) المآثر والفكر |
تُغني بها ذات الحزام(7) وتحتوي |
محاسن عصر مشرئب إلى عصر |
وفي دبلة(8) تحلو الأماسي وتزدهي |
بوادي الحناني(9) هدهدات الهوى العذري |
عيون المها الله مما استفزني |
وذوّب من شهد الأغاريد في ثغري |
وسافر بي بين الرداح كأنني |
أفتش في الشهلا عن الدفء والحمري(10) |
وأقعدني بين الصوارب(11) أجتلي |
من الحسن أشتاتاً على البيض والسمر |
فتلك تناجيني وتلك تشدني |
إليها، وأخرى طوّحت بي على جمر |
وما بين صمتٍ تارة وتضاحك |
عرفت فعال الحب في آخر الأمر |
نثرن على وجهي نهارات متعة |
وأترعن ليلي بالإضاءات والعطر |
عيون المها كانت شعاعاً أضاء لي |
مسافات أحلامي مع المدّ والجزر |
عرفت بها الدنيا وفاضت مشاعري |
بأشجى ترانيم النقاءات والطهر |
ودارت معي في كل أفق ورافقت |
خطاي بدربي للهوى حيثما أسْري |
عيون المها لا لن أقول وما الذي |
أقول وقد نام الحمام على صدري |
(1) الخيلان: واد صغير مبنى المحافظة في ضمد ومبنى الشرطة يقعان على عدوتهِ الشمالية. |
(2) أبو دفاش: شاعر شعبي مشهور توفي سنة 1355هـ. |
(3) الغجري: جمل مشهور بقوة التحمل لآل الأعجم الحازمي. |
(4) عقم يقع شرقي مدينة ضمد. |
(5) عقم شمال قرية الحرجة. |
(6) موطن الشاعر القاسم بن علي بن هتيمل الضمدي. شرقي ضمد وتقع قرية الحرجة على أنقاضه. |
|
(8) أرض زراعية جنوب مدينة ضمد على عدوة الوادي الجنوبية. |
(9) شعيب صغير يقع جنوب غربي الحرجة وقد اندثر الآن. |
(10) الشهلاء والحمري صنفان من أصناف الذرة الرفيعة المحلي. |
(11) النساء اللائي يقمن بقطف سنابل الذرة بعد جفافها. |
علي بن أحمد النعمي |
|