سجون جليدية منعتني الوصول
امتد صقيعها إلى شراييني ليمنع الحياة من التدفق فيها
فوضى كبيرة أربكت أنفاسي وأحالتني إلى امرأة هشة قابعة في عمق الحزن ..
أمضيت الكثير من الوقت في محاولة البحث عنّي .. دون جدوى !!
كنت أنت هناك
رأيتك
كرؤية اليائس لأقوى أوراق الخريف ..
أحببتك أسكنتني مقلتيك طويلاً ..
أبهرني بريقهما احتضنني دفئهما ..
امتد ذاك الدفء ليذيب قضبان سجني الجليديه
معك
بتُّ أكثر نساء الأرض حظاً ..
ابتسمت حتى قاربت جذوري الضاربة في أرض الحزن على التلاشي
أراني الآن قادرة على صنع أطواق زينة تزدحم فيها الزهور البيضاء ..
تلك التي جنيناها معاً من الحقل القريب ... ملكت كل الكون حين تعلقت يدي بيدك
بقيت كذلك ..
حتى على صوت صهيل داخلي كان أقوى من فرح عاشقين
تسللت عتمة حزني إلى سمائك ..
حتى صارت سحبك بقعاً مموهة باهته أحزنت شطئانك ..
حتى باتت بحارك مهجورة بلا شمس ولا أمواج ..
وأصدافك بلا هدير
وربيع أيامك بلا ألوان ..
أنت يا كل الحاضر والآتي ..
وهبتني كل ما لديك.
وجلست منتظراً خروجي لك ك انتظارك أندر الأشياء ..
لم نكن نعلم أن حزناً متكلساً يقوى على قتل مشاريع الضحكات.
تمتد حُمّاه ليصيب مشاعرنا الشلل
أراني الآن واقفة في منتصف الطريق ..
لا أجرؤ على الخطو للأمام
وطرق العودة للوراء متشابهة محزنة!!!
ف كان لا بد أن ابدأ من جديد ..
امنحني الفرصة لتعويض ما فات ..
أحتاج الوقت لأكون بقعة ضوء تنير لعينيك الطريق
سأراقب الجدول القريب لأستشف منه الصفاء ..
أعدك أن أزور حدائق الصغار لأتعلم من ضحكهم صنع البسمات ..
سأمزج ألوان ضحكاتي من لمى شفاههم الصغيرة ..
لأتخلص من أقنعة حزني البغيضة ..
سأسترسل سيراً في دهاليز عصور مضت لأعود لك امرأة من أزمنة الحب
ولأحمل لك الهدايا قلبي وكل الشوق مغلف بشرائط نسجت من ضوء القمر
سأهديك خارطة نادرة تصل بها سريعاً
إلى قصر لك خلف السحاب هناك حيث أستطيع وحدي
سماع دقات قلبك ولا شيء آخر ..
ستجد في طريقك .. أنصاف قلوب .. وبراعم لنَوار ..
وستلفت انتباهك حروف حب طبعتُها لك .. في كل الأنحاء
لن تندم على وقت أمضيته في ترقب عودتي معي ستطأ قدميك
عالم جديد لم تبلله دموع حزن من قبل ..
سأنثر لك الفرح .. زهوراً .. وسحراً .. وقبلات صغار
سأمنحك حباً لا شبيه له ..
لأنك الأجمل ..
لا بد أن أهبك ما هو أجمل ..
انتظرني ..!!
ل أعود لك امرأة مختلفة ..
امرأة العمر كله ..
أعدك أن أكون كذلك ..
ألا ترى أن الأمر يستحق عناء الانتظار؟؟.
عبير حمد