قمة التضحية..
- أن تحتاج إلى دمعتك لتبكيك لكنك تضحي بها لتبكي غيرك ممن لم يحاول يوما مسح دمعتك..
- أن تقتل فرحتك حين يحزنون وتفرح والدموع تملأ عينيك فقط لتشاركهم بصدقك كل لحظاتهم..
- أن تعطيهم كل شيء حتى الأشياء التي تشتهيها التي يمكن أن تصنعك..
- أن تصفح وتصفح وتصفح، وتغض طرفك عن منظر قلبك الذي شوهوه دون أن يحاولوا يوما رتق ثقوب قلبك..
- أن تعصر أثداء عطائك وترضع بها كل الأفواه الجائعة وفي النهاية يقولون لك ابتعد فلم نعد بحاجة إليك..
- أن يخطئوا في حقك فتعتذر عنهم لقلبك ثم تسير نحوهم وتعتذر إليهم لأجل مساحات الحب الصادق التي منحتها لهم..
- أن تجمع كل طاقات خيالك وترسم بها أحلامك معهم وبهم ولأجلهم وحين تنتهي يشوهوا كل أحلامك بكوابيس أفعالهم..
- أن تسمعهم وتقف معهم بكل وفاء حين تنهشهم مخالب الحياة ولحظة تحتاج إليهم ليسمعوك يصفع جروحَك هروبُهم على الرغم من أن السمع لا يكلفهم شيئا سوى بعض إنسانية..
- أن تسرقَ آهات وجعهم النومَ من عينيك فتبقى طوال الليل ساهرا تقرأ آية الكرسي والمعوذات وتمسح على صدورهم حتى تبرأ أوجاعهم وتستكين أرواحهم وحين ترتفع صيحات وجعك تعلو قهقهاتهم..
- أن تخبئهم في نفسك كسر تخشى أن تلوثه أفواه لا تجيد سوى أن تلوك الكلام وتزج به على قارعة الطريق.. تكتبهم على الورق.. وحين تبحث عنك في أحرفهم لا تجد سوى الخواء.. وألسنة تثرثر بك وتظلمك..
- أن تخرج سكاكر الفرح التي خبأتها عمرا بأكمله في جيوب روحك المتألمة وحين تحين الفرصة لتكافئ بها روحك التي تتضور حزنا تقع عينيك على حزنهم فتمد بها إليهم فيخطفوها من يدك ويبتروا أصابعك بسكين الغدر...
- أن تنسى أن ثمة في الأبجدية ما يسمى ((لا)) لأن لسانك اعتاد نعم وحاضر وكما تريدون تعمل لأجلهم كالآلة ليل نهار، طلباتهم لا تنتهي والرحمة تهجر قلوبهم فتتعب من عدم مبالاتهم بطاقتك التي نفدت وجسدك المنهك وروحك التي تحتاج أن تأخذ كما تعطي - تحتاج كلمة شكر أو مجرد ابتسامة ولو مصطنعة - وحين تستجمع قواك لتصرخ في وجوههم بتلك ال((لا)) يبني الصمت جداره على لسانك..
- أن تحافظ عليهم كأثمن ما يمتلكه إنسان فيرمون بك في سلة المهملات كجورب مثقوب مهترئ ويتجاهلون ربيع حنانك الذي رتعوا كثيراً في بيادره...
- وتستمر التضحيات..
ويضنينا اليأس الذي يعقب آمالا صيغت من سراب..
ولا يملك الحرف حصرها..
ولكن تبقى الصفعة هي الشيء الوحيد الثابت الذي يعقب كل تضحية..
فبعد كل تضحية صفعة.. حين تكون التضحية لأجل من لا يستحق..
بدور الأحيدب