Al Jazirah NewsPaper Thursday  11/09/2008 G Issue 13132
الخميس 11 رمضان 1429   العدد  13132

الوسيلة

 

قُمْ يا فُؤادِي وأرْوِنِي خَيْرَ الرِّضَاء

وارْجُ الإلَهَ تَرَاحُماً مِلءَ الْفَضَاء

واعْزِمْ إلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ مُهَاجِراً

تَصْفُو لِرَبِّ الْكَوْنِ في صَمْتِ الْمَسَاء

وانْظُرْ إلَى آيَاتِ رَبِّكَ عَلَّكَ

تَلْقَى نَسَائِمَ عَفْوِهِ عِنْدَ الدُّعَاء

وارْجُ الثَّبَاتَ دَعَائِماً قَلَّ الَّذِي

أرْسَى قَوَاعِدَ دِينِهِ صِدْقَ الْوَلاء

والْخَيْرُ أنْ يَخْتَارَ رَبِّي, فَارْتَضِ

إنَّ الْمَشِيئَةَ عِنْدَهُ حُكْمُ الْقَضَاء

فاصْبِرْ لأمْرِ اللهِ في أقْدَارِهِ

تَحْظَى فَضَائِلَ وَصْلِهِ عِنْدَ الرِّضَاء

طَوْقُ الْحَيَاةِ أمَانَةٌ بِرِقَابِِِنَا

قَدْ خَابَ مَنْ أفْنَى الْحَيَاةَ عَلَى هَبَاء

هَلا لِرُوحِي إنْ طَلَقْتَ عَنَانَهَا

تَسْرِي بِنَا الْعَلْيَاءُ كَوْكَبَةَ السَّمَاء

يَا رَبِّ إنِّي كَمْ وُهِمْتُ بِرَغْبَةٍ

وَوَهَبْتُ حُلْمِي مَنْ تَدَانَتْ لِلْفَنَاء

ونَسَجْتُ دَمْعِي صَوْبَ أحْلامٍ سُدًى

ورَأيْتُ خَيْرَ الْذِّكْرِ في صِدْقِ الْبُكَاء

لَوْلَاكَ أنْتَ مَا جَرَى دَمْعٌ ومَا

رُوحَاً رَأيْنَاهَا تُحَلِّقُ في اصْطِفَاء

لَوْلاكَ ما هُدْيَ الْجَنِينُ لِمَطْعَمٍ

يا وَاهِبَ الْخَيْراتِ وَعْداً في السَّمَاء

لَوْلاكَ ما أبْقَيْتَ نَجْمَاً في سَمَا

يَرْنُو إلَيْكَ مُسَبِّحاً وعَلَى رِضَاء

لَوْلاكَ لا بَرِأ النَّسِيمُ ولا شدا

طَيْرٌ ولا دِفءٌ رَعَانَا في شِتَاء

لَوْلاكَ عَيْني ما رَأتْ إلا الدُّجَى

ولَقَدْ رَأيْنَا الْبَدْرَ يَسْرِي بِالضِّيَاء

يَا رَبِّ كَمْ أوْدَعْتَ قَلْبِي تَوْبَةً

وَبَصَرْتُ عَفْوَكَ في رِضَاكَ وفي الْبَلاء

وعَثَرْتُ سَيْرِي في الْحَيَاةِ كَأنَّنِي

أسْرِي وَحِيداً في مَوَاكِبِ أقْوِيَاء

يَا رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَسِيلَةً

أدْعُو بِهَا حِينَ التَّألُّمِ لِلشِّفَاء

كَنْزُ الْكُنُوزِ مُحَمَّدٌ في ذِكْرِهِ

نُورُ الْوَسِيلَةِ والْهُدَى والاحْتِمَاء

فَارْفِقْ بِعَبْدٍ قَدْ تَهَالَكَ في الْوَرَى

ضَعْفاً وَهَمّاً قَدْ عَلاهُ في اسْتِيَاء

يَا لَيْتَ دَمْعِي كَان سُقْياً شَافِياً

مَا أحْوَجَ الظَّمْأى إلَى حَبَّاتِ مَاء

يَا رَبِّ إنِّي قَدْ أتَيْتُكَ رَاجِياً

فَبِعِزِّكَ اهْدِ تَوْبَتِي رُكْنَ النَّجَاء

وإلَى الْفَقِيرِ إلَيْكَ فَالْقِ بِنَظْرَةٍ

والْعَفْوُ مِنْكَ هَدِيَّةٌ بَعْدَ الشَّقَاء

واحْفَظْ بِحُبِّ مُحَمَّدٍ قَلْبِي الَّذِي

صَلَّى عَلَيْه كَمَا أمَرْتَ وَفي وَفَاء

محمد محمد علي جنيدي

m_mohamed_genedy@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد