قُمْ يا فُؤادِي وأرْوِنِي خَيْرَ الرِّضَاء |
وارْجُ الإلَهَ تَرَاحُماً مِلءَ الْفَضَاء |
واعْزِمْ إلَى مَلِكِ الْمُلُوكِ مُهَاجِراً |
تَصْفُو لِرَبِّ الْكَوْنِ في صَمْتِ الْمَسَاء |
وانْظُرْ إلَى آيَاتِ رَبِّكَ عَلَّكَ |
تَلْقَى نَسَائِمَ عَفْوِهِ عِنْدَ الدُّعَاء |
وارْجُ الثَّبَاتَ دَعَائِماً قَلَّ الَّذِي |
أرْسَى قَوَاعِدَ دِينِهِ صِدْقَ الْوَلاء |
والْخَيْرُ أنْ يَخْتَارَ رَبِّي, فَارْتَضِ |
إنَّ الْمَشِيئَةَ عِنْدَهُ حُكْمُ الْقَضَاء |
فاصْبِرْ لأمْرِ اللهِ في أقْدَارِهِ |
تَحْظَى فَضَائِلَ وَصْلِهِ عِنْدَ الرِّضَاء |
طَوْقُ الْحَيَاةِ أمَانَةٌ بِرِقَابِِِنَا |
قَدْ خَابَ مَنْ أفْنَى الْحَيَاةَ عَلَى هَبَاء |
هَلا لِرُوحِي إنْ طَلَقْتَ عَنَانَهَا |
تَسْرِي بِنَا الْعَلْيَاءُ كَوْكَبَةَ السَّمَاء |
يَا رَبِّ إنِّي كَمْ وُهِمْتُ بِرَغْبَةٍ |
وَوَهَبْتُ حُلْمِي مَنْ تَدَانَتْ لِلْفَنَاء |
ونَسَجْتُ دَمْعِي صَوْبَ أحْلامٍ سُدًى |
ورَأيْتُ خَيْرَ الْذِّكْرِ في صِدْقِ الْبُكَاء |
لَوْلَاكَ أنْتَ مَا جَرَى دَمْعٌ ومَا |
رُوحَاً رَأيْنَاهَا تُحَلِّقُ في اصْطِفَاء |
لَوْلاكَ ما هُدْيَ الْجَنِينُ لِمَطْعَمٍ |
يا وَاهِبَ الْخَيْراتِ وَعْداً في السَّمَاء |
لَوْلاكَ ما أبْقَيْتَ نَجْمَاً في سَمَا |
يَرْنُو إلَيْكَ مُسَبِّحاً وعَلَى رِضَاء |
لَوْلاكَ لا بَرِأ النَّسِيمُ ولا شدا |
طَيْرٌ ولا دِفءٌ رَعَانَا في شِتَاء |
لَوْلاكَ عَيْني ما رَأتْ إلا الدُّجَى |
ولَقَدْ رَأيْنَا الْبَدْرَ يَسْرِي بِالضِّيَاء |
يَا رَبِّ كَمْ أوْدَعْتَ قَلْبِي تَوْبَةً |
وَبَصَرْتُ عَفْوَكَ في رِضَاكَ وفي الْبَلاء |
وعَثَرْتُ سَيْرِي في الْحَيَاةِ كَأنَّنِي |
أسْرِي وَحِيداً في مَوَاكِبِ أقْوِيَاء |
يَا رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَسِيلَةً |
أدْعُو بِهَا حِينَ التَّألُّمِ لِلشِّفَاء |
كَنْزُ الْكُنُوزِ مُحَمَّدٌ في ذِكْرِهِ |
نُورُ الْوَسِيلَةِ والْهُدَى والاحْتِمَاء |
فَارْفِقْ بِعَبْدٍ قَدْ تَهَالَكَ في الْوَرَى |
ضَعْفاً وَهَمّاً قَدْ عَلاهُ في اسْتِيَاء |
يَا لَيْتَ دَمْعِي كَان سُقْياً شَافِياً |
مَا أحْوَجَ الظَّمْأى إلَى حَبَّاتِ مَاء |
يَا رَبِّ إنِّي قَدْ أتَيْتُكَ رَاجِياً |
فَبِعِزِّكَ اهْدِ تَوْبَتِي رُكْنَ النَّجَاء |
وإلَى الْفَقِيرِ إلَيْكَ فَالْقِ بِنَظْرَةٍ |
والْعَفْوُ مِنْكَ هَدِيَّةٌ بَعْدَ الشَّقَاء |
واحْفَظْ بِحُبِّ مُحَمَّدٍ قَلْبِي الَّذِي |
صَلَّى عَلَيْه كَمَا أمَرْتَ وَفي وَفَاء |
محمد محمد علي جنيدي |
|