هلّ هلال الشهر الكريم ومعه هلّت بشائر الرحمة والمغفرة للمحتسبين، وفي مسجد ذاك الحي من شرق الرياض، يجد المصلون روحانية إضافية منبعها ذلكم السلسبيل من حسن تلاوة إمام مسجدهم الشاب الحافظ المجوِّد للقرآن الكريم، مع ما وهبه الله من صوت عذب يبعث في النفوس روحانيتها وفي المسامع حسن إصغائها، ولكأنهم يتمنّون لو أنّ صلاة التراويح تزداد قليلاً ليغسلوا صدأ النفوس بطلاوة آيات الذِّكر الحكيم على ذاك النحو من جودة الترتيل وحسن صوت المرتِّل - حفظه الله من كل سوء وأبقى له حواسه وقواه ومتّعه بها .. وإن قارنت حال هذا الشاب بقلّة من الأئمة ? هداهم الله ? وجدتهم يتكلّفون التلاوة ولهم كل ليلة صوت ونموذج، حتى أنّ البعض منهم يحاول تقليد مقرئين معروفين ويجتهد برفع درجة مكبِّر الصوت، ومنهم من يبكر بالصلاة حتى ينفرد صوته في الحي وكأنّ الأمر سباق نحو التزاين بالأصوات في خروج عن القيم الروحانية من مشروعية صلاة التراويح، وفي بعض المساجد يتم ضبط السماعات الداخلية على نظام التردُّد والصدى بصورة ملفتة وغير مبرّرة، ومردّ ذلك لظن الإمام أو من يقنعه بذلك، أنه الأفضل والأدعى لجلب المصلين للمسجد وربما كان العكس هو الصحيح.