بكل الظروف والقياسات والحسابات، كان بالإمكان أن نخرج من لقاء إيران بأفضل مما كان، وأن لا نفرط بفوز ثمين كان في متناول أيدينا، ولكنه لقاء افتتاحي وأمام منتخب قوي ومرشح للوصول إلى المونديال وعلى أرضنا وبين جماهيرنا.. ليبرز السؤال البديهي.. لماذا خسرنا بالتعادل؟!.
بالنسبة لي أرى أن المدرب ناصر الجوهر هو الذي منح بتغييراته الفرصة للمنتخب الإيراني لإحراز التعادل في وقت كان فيه هذا الأخير مستسلماً وعاجزاً عن مجاراة الأخضر، إلى ما قبل خروج الشلهوب وبعده المتحرك والمشاكس فيصل السلطان؛ فعلى رغم إهداره لأكثر من هدف محقق، إلا أن وجوده وبالذات في نهاية المباراة كان ضرورياً لإشغال الدفاع الإيراني ومنعه من التقدم للبحث عن هدف التعديل.خروجنا بتعادل غير عادل أمام إيران سيجعل المهمة المقبلة صعبة للغاية، حين نلتقي هناك في أبو ظبي منتخب الإمارات الجريح والمتحفز لتجاوز أزمة خسارته المفاجئة على أرضه وأمام جماهيره من منتخب كوريا الشمالية (1-2)، وهنا يكمن دور التهيئة النفسية والمعنوية من الجهاز الإداري لهكذا مباراة معقدة وفي توقيت أكثر تعقيداً، إلى جانب أهمية أن يجيد المدرب الجوهر التعامل معها من حيث التشكيلة المناسبة لها ولظروفها ولقدرات وإمكانات وتطلعات المنتخب الإماراتي الذي سينظر لمواجهة منتخبنا على أنها حاسمة وستحدد بدرجة كبيرة حظوظه ومصيره في المنافسة على التأهل.
من أجل أن نحقق نتيجة إيجابية أمام الإمارات، لابد من الاعتراف بأخطاء لقاء إيران، والابتعاد عن لغة المكابرة، وأن يتحمل كل في موقعه سواء في المنتخب أو اتحاد الكرة مسؤولية أخطائه وتدخلاته قبل أن يكون التعويض صعباً أو ربما مستحيلا..!.
من أولها!
حينما يعلن عن تأجيل وتغيير في مواعيد بعض مباريات الدوري قبل أن يبدأ وبعد أيام قليلة من صدور الجدول، فعلى ماذا يدل هذا التصرف الفوضوي المضحك؟!
يدل على أننا مقبلون على موسم كروي حافل بالكوارث التنظيمية، وعلى أنه تم إعداد وإقرار الجدول هكذا (خبط عشواء)، ودون إلمام ومعرفة وقراءة لما يجري في (روزنامة) الاستحقاقات الأخرى المحلية والإقليمية والقارية للأندية والمنتخبات، وعلى غياب المنهجية والاحترافية التي تحد من الوقوع في مثل هذه المشكلات والأخطاء، وهو كذلك دليل قاطع على ضعف مستوى وتأهيل وخبرة القائمين على هذا الإجراء.
من غير المعقول أن ترتكب أخطاء فادحة بهذا الحجم وفي أجهزة ولجان مهمة وحساسة تابعة لاتحاد الكرة في الوقت الذي نتباهى ونتغنى بانطلاق أول دوري سعودي للمحترفين، ومن غير اللائق أن نطالب الأندية بإدارة شؤونها واتخاذ قراراتها بانضباطية إدارية، بينما الجهات المشرفة والمسؤولة عن ترتيب ومتابعة وتنظيم كافة الإجراءات الإدارية في اتحاد الكرة هي نفسها تفتقد للانضباطية والاحترافية في تصرفاها كما رأينا سابقاً ونرى اليوم في أمانة الاتحاد ولجان الانضباط والمسابقات والاحتراف وغيرها.
إذا كنا نريد ونتطلع إلى كرة قدم سعودية متطورة وقادرة على تحقيق طموحاتنا ولائقة بوطن الخير والعز والشموخ، فعلينا أولاً أن نهتم بتشكيل وأداء وصلاحيات الأجهزة المرتبطة باتحاد الكرة بحيث تكون بمستوى واجباتها الإدارية ومسؤولياتها الوطنية، بدلا مما هي عليه الآن من تخبط وضياع وتناقض في كثير من قراراتها.
ضاعت فلوسك يا زعيم!!
ظلت الأندية ولسنوات طويلة تبرر فشلها في التعاقد مع لاعبين غير سعوديين مميزين بسبب عدم توفر المبالغ الكفيلة بإبرام صفقات ناجحة ومجدية، لكن واقع الحال يشير إلى عكس ذلك تماماً فكثير من الأندية أنفقت عشرات الملايين على أشباه لاعبين نتيجة سوء الاختيار، والاعتماد على سماسرة غير موثوق بهم، وغالباً على رغبة وقناعة المدرب، وأحياناً بسبب إخفاق وقلة خبرة الإداريين المكلفين بمهام التعاقد. انظرواً لناد كبير وشهير وزعيم كالهلال أمامه بطولات محلية وخارجية صعبة ومصيرية بالغة الأهمية ولم تقف المادة عائقاً في طريق اختياره للاعبين غير السعوديين، ومع هذا نجده يتعاقد مع لاعب (معطوب) وليس من فئة النجوم وفي مركز لا يحتاجه الفريق في الوقت الراهن، وبرقم خيالي هو الأعلى في الملاعب السعودية.. الأمر الذي يؤكد أن هنالك خللاً في أسلوب وطريقة اختيار السويدي (ويلهامسون) وليس لعدم وجود المال الكافي الذي كان بالإمكان استثماره (خمسين مليون ريال) بالتعاقد مع نجم آخر أفضل بكثير من (ويلي) في كل شيء، في سلامته البدنية ومركزه وإمكاناته ومحدودية ارتباطاته مع منتخب بلاده.غير الهلال هناك الاتحاد في العديد من صفقاته وكذلك النصر والأهلي.. ويبدو أن هذه الأندية تدار بسلطة المال وقوة نفوذ الكبار أكثر من الإدارة بالعقل والفكر والخبرة والمهارة الشخصية.
***
* أمام إيران كان الأخضر بحاجة لمهاجم هداف بمستوى ومهارة ناصر الشمراني.
* كون مدرب منتخبنا ناصر الجوهر مواطناً سعودياً لا يعني أن نغض الطرف عن أخطائه!.
* انشغل منتخبنا والإعلام السعودي بتصريحات المدرب علي دائي فتحقق له ما يريد.
* ينقص الأخضر التنظيم في أدائه والانسجام بين أفراده.
* عبدالله الشهيل من نجوم المباراة وأكثر لاعبي المنتخب حضوراً.
* باعتمادها تسجيل الجحدلي في الاتفاق والقرني في الرائد تكون لجنة الاحتراف قد ضربت بقرارات وتعليمات الرئاسة العامة لرعاية الشباب عرض الحائط.
* تخشى جماهير الهلال أن تعيد إصابات (ويلهامسون) المتكررة أيام وذكريات الرويسي!.
* تخيلوا لو أن بطل النخبة غير الرائد، وبطل بطولة الوفاء السورية ليس الوطني!.
* متى يكون للرئاسة العامة لرعاية الشباب دور قوي وحازم في حل مشكلات الأندية وحسم قضاياها الإدارية والمالية!.
* دعواتكم في هذه الأيام المباركة بالشفاء العاجل لرئيس الطائي السابق وعضو شرفه الحالي راشد المطير ولجميع مرضى المسلمين.
نسأل الله أن يجمع لهم بين الأجر والعافية إنه سبحانه وتعالى الكريم العظيم القادر على كل شيء.