تتهم القوى الدولية الغربية بعض الدول الإسلامية بأنها تدار من قِبل أنظمة تسيّرها دوافع دينية وأيديولوجية متشددة، وأن هذه الأنظمة هي التي شجعت التطرف الذي فرّخ الإرهاب؛ مما استدعى تدخل هذه القوى فدفعت بجيوشها وأساطيلها لتحتل وتهاجم دول التطرف التي توصمها مرة بالمارقة ومرة بدول محور الشر، وغيرها من النعوت التي وجدت طريقها إلى (الميديا) العالمية، فأصبحت النعوت السلبية مخصصة فقط للدول الإسلامية، وتولّد لدى المتلقي سواء قارئاً أو متابعاً للبث الفضائي خوفٌ من كل ما هو مسلم، فتولّدت ما يسمى ب(فوبيا الإسلام) نتيجة خدمة الإعلام الغربي للتوجه الذي تقوده جماعات أكثر تطرفاً في الغرب؛ إذ أصبح العديد من القادة الغربيين وكبار المسؤولين لا يخجلون من المزايدة على مَن يصفونهم بالمتشددين الإسلاميين، بل إن بعض القادة الغربيين يدعون أنهم يتصدون لهذا التطرف نتيجة تكليف إلهي كما زعمت مرشحة الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية لنائب الرئيس سارة بايلن التي ذكرت في أحد مقاطع الفيديو كلمة لها بثت على الإنترنت (صلوا من أجل جنودنا الذين ينشدون فعل ما هو صحيح لهذا البلد.. قيادتنا الوطنية أرسلتهم في تكليف من قِبل الرب).
ولم تكتفِ بذلك، بل أوضحت بالنسبة لاحتلال أمريكا للعراق أنها خطة من الرب..!!
أما نائب الرئيس الأمريكي الحالي ديك تشيني فقد كشف كاتب إسرائيلي أن تشيني أبلغ أولمرت بأن بوش سيأمر بضرب إيران انطلاقاً من دوافع دينية وأيديولوجية..!!
هكذا إذن احتلال العراق تكليف من قِبل الرب.. ومهاجمة إيران أهدافها دينية، وقبل ذلك قال بوش نفسه إن مكافحة الإرهاب امتداد للحرب الصليبية.. قول حاولوا التنصل منه، بوصفه زلة لسان، ولكن تكرار الربط وإعطاء غطاء ديني عنصري لحروب دموية قتلت الملايين والتمهيد لحروب قادمة وزرع الخوف في قلوب الآخرين من المسلمين كلها أفعال تضع هؤلاء المسؤولين في نفس الخانة مع المتطرفين والمتشددين مهما كانت أهدافهم والأفكار التي يروجون لها، بل أخطر من ذلك لأنه تبنٍّ للإرهاب من قوة قادرة على التدمير.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244