Al Jazirah NewsPaper Monday  08/09/2008 G Issue 13129
الأثنين 08 رمضان 1429   العدد  13129
عشرة دروس وعشرة مقترحات للأسرة في رمضان
عادل بن عبد الرحمن المحسن

تسعد الأسرة المؤمنة في رمضان إذا استفادت من فرصة، وينجح الوالدان في مهمتهما إذا بذلا جهدهما في التربية والرعاية وكانا نعم القدوة والموجِّه.

ومساهمة في الارتقاء بدور الأسرة، اجتهدت في رسم عشرة دروس وعشرة مقترحات أملاً في تحقيق الحب والتواصي بيننا:

1 - الفرح والاستبشار: إنّ البيت الذي ترتسم في جوانبه أصدق معاني الفرح والاستبشار بهذا الشهر الكريم, فإنّ هذه المشاعر تنتقل إلى نفوس الأبناء، وبهذا يتربى الأبناء على حب العبادة وإلفها والاستبشار بها بعيداً عن التثاقل والضجر والملل.

2 - بناء الطموح: عندما يتنافس الأبناء في الأعمال الصالحة ويتسابقون في ميدان الطاعة رجاء أن يحظوا برضاء ربهم وينالوا هذه الأجور العظيمة:

(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).

(من فطّر صائماً فله مثل أجره ....) (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) .. فإن هذا التنافس يبني نفوساً كبيرة قادرة على العمل والإيجابية والتفاؤل في الحياة.

3 - النية والاحتساب: هي فرصة لتلقين الأبناء درس النية والاحتساب، فعندما يصوم الابن والبنت طوال النهار ويشعرهما الأب أو الأم أنّ دقائق كل هذا اليوم تحتسب لكما أجراً وثواباً عند الله عز وجل لأنكما تتقربان إلى الله عز وجل بعبادة (الصيام)، وهكذا لمن قام مع الإمام حتى ينصرف، فإنه يكتب له قيام ليلة، وبهذا ينشأ الأبناء على استحضار النية والاحتساب في شؤون حياتهم.

4 - الإنجاز والإتقان: عندما تغرب شمس كل يوم والأبناء مرابطون على عبادة الصيام، فإن هذا أنموذج رائع من إنجاز العبادة وإتقانها وعدم إبطالها أوخدشها.

5 - الاستجابة لأمر الله: في كل يوم من أيام رمضان تعيش الأسرة الكريمة بين موقفين رائعين تظهر فيهما حقيقة الاستجابة لله عز وجل: الموقف الأول (عند أذان الفجر) فإنّ المسلم يستجيب لأمر الله فيمتنع عن المفطرات .. والموقف الثاني (عند أذان المغرب) فإنّ المسلم يستجيب لأمر الله ويفطر على سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

ما أجمل أن ينتهز الأبوان هذا الدرس الكبير الذي تصلح عليه حياة أبنائهم وبناتهم، والقرآن الكريم والسنّة النبوية مليئان بنماذج وسير في هذا الباب: منها سيرة إبراهيم عليه السلام في رؤياه، - وعندما سافر بأهله إلى مكة بأمر الله وهكذا قصة تحويل القبلة، وأيضاً قيام الليل في أول الأمر لما كان واجباً.

6 - رياضة النفس: هذا الشهر الكريم دورة تدريبية لكثير من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة التي تصلح قلب المسلم وتصفي سريرته وتهذب أخلاقه (كالمراقبة مثلاً والصبر والعفو وكظم الغيظ والإحسان وحفظ اللسان والكلمة الطيبة والابتسامة ونحو ذلك). إنّ على الأسرة أن تجتهد في تحقيق هذه الأخلاق وتنميتها في نفوس الأبناء.

7 - البذل والجود يصف ابن عباس رضي الله عنهما حال النبي- صلى الله عليه وسلم - في رمضان فيقول: (وكان أجود ما يكون في رمضان) ..

لقد رسم النبي- صلى الله عليه وسلم - لأُمّته طريق الجود في رمضان بكل ما تحمله هذه الكلمة (الجود) من معانٍ عظيمة: من إشاعة الحب والخير ونفع الآخرين وبسط الوجه والكلمة الطيبة والإحسان بالمال وتفطير الصائمين إلى المحطة الأخيرة في رمضان (صدقة الفطر), وتشرق هذه الصفة في نفوس الأبناء إذا تعاهد الوالدان سقيها.

8 - التنظيم والترتيب: يسطر رمضان في أيامه صورة مشرقة من التنظيم والترتيب، ففي نهاره يشترك الناس في الصيام وفي ليله يشتركون في القيام، فيصومون جميعاً ويفطرون جميعاً ويقومون جميعاً ويتصدقون في آخر شهرهم جميعاً.

وبهذا تتربّى الأسرة الكريمة على تنظيم الوقت من أكله السحر وصلاة الفجر جماعة ثم الأذكار وتلاوة القرآن، وهكذا إلى تناول وجبة الإفطار جميعاً.

9 - الجد والنشاط: يكون للبيت الرمضاني دوره الإيجابي إذا أوقدت فيه شمعة (الجد والنشاط)، وارتسمت في شخصية الأبوين صورة العزيمة والنشاط على العبادة والذهاب للعمل بنشاط وهمّة والقيام بأعمال البيت على أحسن صورة.

وبهذا يدرك الأبناء أنّ شهر رمضان شهر الانتصارات والفتوحات ابتداءً من الانتصار على النفس بطرح الكسل والخمول والسعي نحو العمل والنجاح.

10 - الديمومة والاستمرارية: تصف عائشة - رضي الله عنها - حال النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة فتقول:

(كان عمله ديمه) وفي الحديث (أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) .. هذا هو طابع النفوس العظيمة انها تسير إلى الله بخطى ثابتة ودائمة، تأخذ من العمل ما تطيق مع المجاهدة والصبر وسؤال الله التوفيق والإعانة، فلا يضعف سيرها ولا يقل إنتاجها إذا انتصف شهرها.

إنّ على الأسرة الكريمة أن ترسم لها طريقاً واضحاً في كل السنة وتتعاون جميعاً على التواصي بالخير حتى تصل إلى دار النعيم.

برامج ومقترحات للأسرة

* نشر سنّة النبي- صلى الله عليه وسلم - للأبناء والبنات في العبادة والأذكار والأكل والشرب والنوم والدخول والخروج والمعاملة والأخلاق ونحو ذلك حتى يشع الخير والنور بين جوانب هذا البيت

* اصطحاب الأبناء في الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد.

* المشاركة في تفطير الصائمين بأي صورة كانت.

* صلة الأرحام وتراص بنيان الأقارب بالاتصال والزيارة والهدية وإجابة الدعوة ومساعدة المحتاج والدعاء ونحو ذلك.

* الإحسان إلى الجار ببذل الندى وكف الأذى.

* المشاركة في الصدقة على أسرة فقيرة (مال - طعام - كسوة)

* إعداد مكتبة رمضانية ووضعها في مكان قريب مشتملة على:

(تفسير السعدي مثلاً - أحكام الصيام - مجلات رمضانية - كتيبات ورسائل وأشرطة رمضانية).

* القراءة الجماعية ولو مرة في الأسبوع (في التفسير أو الأخلاق أو السيرة)

* (البريد الرمضاني) إرسال رسالة في الجوال للأبناء والبنات مرة شكر وثناء, ومرة توجيه، ومرة فائدة .. وهكذا.

* الجلوس مع الأبناء والبنات ليالي رمضان للمؤانسة والحديث معهم. أسأل الله أن يبارك لنا في أزواجنا وأولادنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد