وردت في تسمية شهر رمضان عدة أقوال وتكاد تجمع إلى أن إطلاق اسم رمضان نتج من مجيئه في أيام الحرّ الشديد ولكونه يروض الذنوب أي يحرقها. |
قال ابن دريد: إن الناس قديماً عندما نقلوا أسماء الشهور، صادف شهر الصوم أيام رمض - وحرارة شديدة، لذا سمي شهر رمضان. |
وقال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء في كتابه (الأيام والليالي والشهور): وإنما سمي رمضان لرموض الحرّ وشدة وقع الحرّ فيه. |
يقول عبدالقدوس الأنصاري في كتابه (الصيام وتفاسير الأحكام): شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي ذكر اسمه صريحاً في القرآن المجيد: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} آية 185، سورة البقرة. |
وقد كان المسلمون يقولون عند مقدم رمضان استقبالاً له: اللهم قد أظلّنا شهر رمضان وحضر، فسلّمه لنا وسلمنا له وارزقنا صيامه وقيامه وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن. |
وقال معلى بن الأفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. |
كان أحد الحدادين يعمل في ظهيرة يوم حار من أيام شهر رمضان وكان جبينه يتصبب عرقاً، فقيل له: كيف تتمكن من الصوم والحر شديد والعمل مضنٍ؟ فأجاب: من يدرك قدر من يسأله يهون عليه ما يبذله! |
قال المهلب في (نيل الأمطار) الحكمة أن تعجيل الفطر أنه يزيد في النهار من الليل، لأنه أرفق بالصائم وأقوى على العبادة. |
ولقد خصصت العشر الأواخر من الشهر الفضيل بالعتق من النار وبليلة القدر، يقول أحدهم: |
أيا معشر الصوام وافتكم البشرى |
وقد نشر الباري بمدحكم ذكرا |
خصصتم بشهر فيه عتق ورحمة |
وقد أجزل الرحمن للصائم الأجرا |
ولله في العشر الأواخر ليلة |
لقد عظمت أجراً كما ملئت خيرا |
فطوبى لقوم أدركوها وشاهدوا |
تنزّل أملاك بها أية كبرى |
وفازوا بغفران الإله فأصبحوا |
يشم عليهم من شذا عرضها عطرا |
نزل الحجاج في يوم حار في غير رمضان على بعض المياه، وجاء وقت طعام الغداء فقال لحاجبه: انظر من يأكل معي واجتهد ألا يكون من أهل الدنيا. فرأى الحاجب أعرابياً نائماً عليه شملة من شعر فضربه برجله وقال: أجب الأمير، فجاء الأعرابي إلى الحجاج فدعاه إلى الأكل معه، فقال الأعرابي: دعاني من هو خير من الأمير فأجبته. فقال الحجاج: منْ هو؟ قال: الله سبحانه وتعالى دعاني إلى الصوم فصمت، قال: أفي هذا اليوم الحار؟ قال: نار جهنم أشد حرّاً. قال: افطر وصم غداً. قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد. قال: ليس لي ذلك. قال: كيف أدع عاجلاً لآجل لا تقدر عليه. قال: إنه طعام طيب.. قال: إنك لم تطيّبه ولا الخبّاز طيبّه ولكن العافية طيبته. |
|
جاء الصيام ومن صاداته بيدي |
سبع فقد أكسبتني بالقبول ثقة |
صوفيتي وصفائي في صلاحيتي |
والصبر والصون ثم الصدق والصدقة |
جاء رجل إلى فقيه وقال له: أفطرت يوماً في رمضان فماذا أفعل؟ فقال الفقيه: اقضِ يوماً مكانه، فقال: قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا ثريداً وهم يتقنونه فسبقتني يدي إليه فأكلت منه. فقال اقضِ يوماً آخر مكانه، فقال: قضيت وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة وهم يتقنون صنعها فسبقتني يدي إليها. فقال الفقيه: أرى ألاّ تصوم إلاّ ويدك مغلولة إلى عنقك!!! |
- عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية |
|