«الجزيرة» - جمال الحربي
طالبت دراسة محلية أجريت للتعرف على التحديات التي تواجه الطبيبة السعودية المتزوجة بإدخال نظام الدوام الجزئي والسماح للطبيبات المتزوجات بالانسحاب المؤقت من العمل، وتقديم برامج لهن لإعادة تأهيلهن بعد عودتهن للعمل، فضلاً عن إعطائهن فرصاً أكبر للانضمام للبرامج المحلية للتدريب والتخصص نظراً لعدم قدرتهن على السفر والابتعاد عن أسرهن.
وأثبتت الدراسة التي أجرتها الدكتورة سميرة محمود عباس قطان من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ودعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تمسك الطبيبة السعودية بعملها وارتباطها ورضاها بها، دون تأثير على تلبية مطالب أسرتها على الرغم من صعوبات الجمع بين الوظيفتين في العمل والأسرة.
وافترضت الدراسة تزامن المراحل الأولى لدورة حياة الأسرة مع المراحل الأولى لدورة العمل، حيث تتميز هذه المراحل في كلا الجانبين بكثرة المطالب والضغوط بالنسبة للطبيبة، كما افترضت الدراسة تناقص هذه الضغوط والمطالب مع تقدم الطبيبة في مراحل حياتها الأسرية والعملية.
ولم تثبت الدراسة تغير التأثيرات على مراحل حياة أسرة الطبيبة وذلك لأن معظم الطبيبات كن في مراحل حياة الأسرة المبكرة (مرحلة أطفال ما قبل المدرسة ومرحلة أطفال المدرسة) التي تميزت بكثرة الضغوط والمطالب، ومع أن معظم الطبيبات كن في مراحل عمرية مختلفة إلا أن استمرارهن في الإنجاب يؤخر انتقالهن من هذه المرحلة إلى المراحل التالية الأقل ضغوطاً ومطالبات.
وأكدت الدراسة زيادة مساهمة الطبيبة في الإنفاق على البنود الأساسية كلما انخفض دخل الأسرة، كما أوضحت الدراسة أن الطبيبة تقلص علاقاتها بالزميلات والصديقات وتخصص ما تبقى من وقت ضيق بعد العمل لزوجها وأطفالها ثم أسرتها الأبوية وأسرة زوجها.
وذكرت الباحثة في دراستها أن الطبيبة تلجأ إلى أساليب مختلفة للقيام بمطالب الأسرة والعمل منها تقليل طموحاتها المهنية بتأجيل الحصول على مؤهل التخصص أو تغيير التخصص إلى آخر أقل متطلبات، إلى جانب حصولها على أنواع متعددة من الإجازات لتلبية احتياجات الأسرة، وتقليلها من أنشطتها الاجتماعية والترفيهية، فضلاً عن الاستعانة بالخدم لأداء الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال.
واستخدمت الباحثة في هذه الدراسة منهج المسح الشامل للطبيبات السعوديات المتزوجات العاملات في القطاعات الطبية الحكومية والأهلية، حيث بلغ عدد الطبيبات في الدراسة 603 طبيبة، واستخدمت استبانة طبقت على جميع الطبيبات، كما أجريت مقابلة متعمقة مع بعضهن.
تجدر الإشارة إلى أن عمل الطبيبة السعودية يحظى باهتمام المسئولين والمجتمع لما له من دور في تقديم الرعاية الطبية للنساء محافظة على القيم التقليدية في المجتمع السعودي، وعلى الرغم من نجاح الطبيبة السعودية وقدرتها على تحمل صعوبات المهنة إلا أن الطبيبة المتزوجة تواجه صعوبة التوفيق بين مطالب أسرتها ومطالب مهنتها الشاقة.