الطائف متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي - عبد الله عايض الوهبي:
تشاجرت مجموعة من النساء الوافدات يعتقد بأنّ بينهُن مُتخلفات أثرن تجمعات بداخل مُصلى النساء في جامع عبد الله بن العباس - رضي الله عنه - بعد أن كونّ عصابات لسرقة وجبات إفطار الصائم التي يتم توزيعها على المُصلين الرجالي والنسائي، فيما لم تفلح العاملة الوافدة بداخل المُصلى التي عيّنها إمام الجامع في تفريقهن وإنهاء تلك المشاجرات التي باتت تحدث كُل يوم من أيام رمضان، الأمر الذي أدى لتدخل بعض منسوبي مكتب مكافحة التسول بالطائف الذين يباشرون الجامع على مدار الساعة، بعد أن تم الكشف عن أن النساء اللاتي يثرن التجمعات حول الجامع وبداخله ويتسللن لمُصلى النساء، هُن من المتسولات خصوصاً من الأفارقة برفقة بعض أطفال حيث يقمن بجمع الوجبات وسرقتها في كمية من أكياس النفايات السوداء التي يقُمن بتعبئتها وإخفائها من أجل توفير كمية من الوجبات التي لاحظت العاملة بالمُصلى والتي تُشرف على تنظيم الوجبات الرمضانية نقصها من قِبلهُن كونهُن يدخلن على أنهُن يرغبن في تناول الإفطار ويُنفذن جريمتهُن .. إلى ذلك ترددت مجموعة من الشكاوى من قِبل النساء المُصليات عن إيذاء يتعرضن له وهُن يؤدين الصلوات من وجود هذه الفئة من النساء الوافدات وبشكل كثيف تعودوا على مشاهدته في كُل موسم من رمضان، منهُن من تتسلل لداخل المُصلى وتتخفى من أجل سرقة حقائبهُن أو جوالاتهُن كونهُن لا يُعرفن فهُن يرتدين الزي النسائي حيث تظن المُصليات بأنهُن أتين للصلاة إلاّ أن دوافعهُن غير ذلك ومنهُن من تدخل ومعها بضاعة ما بين ملابس نسائية وملابس أطفال تُباشر بيعها بداخل المُصلى، ومنهُن من تحول المُصلى مقراً للقاء والحديث والتسول، الأمر الذي زاد من تخوف المُصليات فيما قمن بإبلاغ المسئولين عن الجامع وكذا بعض منسوبي مكتب مكافحة التسول عن الوضع الذي استباحوا فيه قدسية المُصلى، فيما كشفت (الجزيرة) عن أن اجتماعاً عُقد بين أربع جهات وهي الأمن الوقائي والدوريات الأمنية والجوازات ومكافحة التسول للتنسيق حيال الوضع، ومن المقرر أن يتم دهم الجامع وتخليص المُصليات مما يتعرضن له من مضايقات بوجود أعداد كبيرة من المتسولات بينهُن الأغلبية منهن وافدات ومُتخلفات وجدنها فرصة في الحصول على الأطعمة، حتى أن بعض المواطنين ومع الأسف يحضرون إليهم ويوزعون عليهم الصدقات وخلافها.
يُذكر أن الجهات الأمنية بمحافظة الطائف كانت قد أغلقت كافة المنافذ المؤدية للجامع في رمضان العام الماضي وباشرت عملية الضبط، بعد أن كشفت التحريات والمتابعة عن تكاثر النساء المتسولات خصوصاً الوافدات وتكثيف وجودهن داخل مصلى النساء ويتسولنَ وكذلك بقاؤهن لفترات طويلة على مدار الساعة بالساحة المُقابلة للجامع بالقرب من مغسلة تجهيز الموتى ينتشرن من خلالها لامتهان التسول وارتكابهم جرائم سرقة ونشل لحقائب المُصليات أثناء أدائهُنَ لصلاة التراويح بمساعدة من مجموعة من الأطفال إلى أن أبلغت النساء المُصليات إمام الجامع وأوصلن شكواهُن ومنه تمررت البلاغات للجهات المعنية إلى أن باشر رجال مكافحة التسول عملهم في الموقع، حيث تمكنوا من التحايل عليهن بحصرهن في موقع واحد في الساحة المُقابلة للجامع مُقابل إيصال الميسورين لهم من خلال تقديمهم لوجبات الإفطار إلى أن تمت السيطرة عليهن ومنعهنَ من افتراش عتبات الجامع والبقاء بداخل المُصلى والالتفاف حول المُصلين الخارجين بعد أداء الصلوات، حتى بات الأمر مُخيفاً كذلك ما يسببونه من عرقلة للحركة المرورية والتسبب في الحوادث المرورية، إلاّ أن الوضع عاد مرةً أخرى خلال موسم رمضان الحالي، حيث تُشير المعلومات بأن المتسولات أحدثنَ عبثاً بداخل الجامع كونهُن يُدخلن حاجياتهن ويتركن به كذلك هدرهم للمياه بداخل الدورات وقيامهُن بغسيل ملابسهن حتى أن العمالة التي تقوم بنظافة الجامع رصدت مساوئهن وكأنهن حولن المُصلى مسكناً لهن كما يتعمدن رمي مُخلفاتهن بداخل الجامع وبالمقابر عن طريق رميها من على الأسوار بعد أن كن يفترشن الأرصفة المُقابلة لها فيما كانت الحملة في ذلك العام قد خرجت بالقبض على 58 من المتسولات الوافدات واللاتي لا يحملن إقامات، تنوعوا في جنسياتهن وكانت غالبيتهن العُظمى أفريقيات فيما حملت الباقيات الجنسيات الباكستانية والأفغانية واليمنية مع مجموعة من الأطفال والذين يُستخدمونهم في جلب أموال التسول كما تتعمد هؤلاء المتسولات لإشغال السائرين في الجنائز وذلك من خلال مضايقتهم وافتراشهن للأرصفة المُقابلة للمقابر حتى قد يصل الأمر لدخولهن لها وامتهان التسول هناك.
يُذكر أن مكتب مكافحة التسول عانى من انتشار هذه الظاهرة بالجامع وحاول منعها ولكنه عجز في ظل نقص الإمكانات لديه لحين اللجوء للجهات الأمنية، ومن المتوقع أن تفرض رقابة صارمة على الجامع وتُعدُ خطة متكاملة للقبض على المُسيئات من المتسولات والنساء المثيرات للتجمع ومضايقة المُصليات.