بيروت - منير الحافي:
توج رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري زيارته ذات الأيام الثلاثة إلى عاصمة الشمال طرابلس بلقاء (تاريخي) مع مسؤولين علويين في المدينة هما علي عيد ونجله رفعت، في سبيل (البحث في المصالحة بين أبناء طرابلس وطي صفحة الأحداث الأخيرة) كما رشح رسمياً عن اللقاء. الحريري كان قد استبق اللقاء الذي عُقد منتصف ليل السبت - الأحد، بكلمات وجهها خلال إفطار جامع في المدينة إلى من سماهم (العلويين اللبنانيين) (إخواننا في الدين ثم الوطن)، داعياً إياهم إلى أن (لا نسمح لأي يد غير لبنانية أن تتلاعب بنا). هذا الكلام المطمئن, سبق إذن الاجتماع الموسع الليلي في منزل مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وضم إلى الشعار الحريري والنائب عن كتلته سمير الجسر ومدير مكتبه نادر الحريري، والأمين العام للحزب العربي الديموقراطي (العلوي) علي عيد ونجله رفعت..
وقال المفتي الشعار: إن (هذا اللقاء امر طبيعي جدا لأنه يأتي نتيجة الحرص على مصلحة البلد وعلى الرغبة الكاملة في الاستقرار والامن والمحافظة على أمن البلاد والعباد وخاصة في هذا الشهر المبارك الكريم).
وأكد أن الاجتماع حصل فيه (توافق كامل يقوم على تثبيت السلم الاهلي ورفع جميع المظاهر المسلحة، ونبدأ بعودة النازحين والتعويض عليهم تبعا للمسح الشامل الذي تم عبر الهيئة العليا للاغاثة بأمر من الرئيس فؤاد السنيورة).
أما النائب الحريري فقال: (نلتقي اليوم لكي نستطيع اتمام المصالحة التي اثرت على طرابلس وأهلها وعلى كل الشمال، وفي النهاية رأينا ان الدماء اللبنانية هي التي تراق، وهذا أمر لا يجب ان يحصل خاصة أننا جميعاً لبنانيون ولو من طوائف أو مذاهب مختلفة).
وأضاف: (بالنسبة لي أن ما حصل كان يجب ألا يحصل، وكل الذين سقطوا هم شهداء السلم الاهلي ويجب ان يتعلم منهم اللبنانيون ان الاقتتال الداخلي لا ينفع أي انسان على الارض اللبنانية. لذلك انا مستعد بكل ما أمثل من وزن سياسي أن أضع نفسي بتصرف أي مصالحة أو جهد أو أي دعم مادي أو معنوي أو سياسي لنصل إلى بر الامان في البلد وتثبيت السلم الاهلي، لأننا نحن كلبنانيين لا ينفعنا في هذا البلد إلا وحدتنا وبقاؤنا مع بعضنا وان نعيش سويا مسالمين ونحافظ على السلم الاهلي وتراث رفيق الحريري ومسيرته).
وتحدث النائب السابق عيد فقال: إن الاجتماع (كان ناجحاً وصريحاً) متمنياً أن تتم المصالحة التي بدأت اليوم في أقرب وقت. وأضاف: (اطمئن اهلنا في طرابلس جميعا اننا ملتزمون كل ما جاء في وثيقة سماحة المفتي).
ورداً على سؤال هل ستطوى هذه الصفحة وتختم الجراح؟ أجاب: (أجل، إننا نعد الخطوة اليوم هي بداية الطريق ولقد قطعنا شوطا مهما من خلال الصراحة وتبادل الآراء ونحن ايضا لدعم السلم الاهلي، وتسليم الجيش مهمة الأمن في طرابلس).