بدأت شدة المنافسة تزداد في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، وأخذ كل من المرشحين الديمقراطي والجمهوري يستعرض برنامجه الانتخابي ووعوده المستقبلية التي يحاول من خلالها كسب أصوات الناخبين بطرح المشاريع الداخلية والخارجية التي تتراوح ما بين الشدة واللين والتطرف والاعتدال سواء في قضايا الطاقة أو البيئة أو الحرب على الإرهاب وغيرها من القضايا الدولية المعاصرة، التي تندرح كالعادة على (ميديا) الانتخابات الأمريكية.
وعندما نبحث عن القضايا العربية في الانتخابات الأمريكية نجد أن رصيد العالم العربي على الرغم من أهميته الإستراتيجية لما يحتويه من طاقات أو حتى لما يحتويه فضاؤه السياسي والأمني من أحداث ساخنة ومهمة، نجد أن رصيد قضايا العرب هو الأقل والأصغر في أجندات المرشحين الأمريكيين، فلا قضية فلسطين ولا العراق ولا الفهم الخاطئ للإسلام وإلصاق اتهامات الإرهاب بأتباعه وجد الصدى المطلوب في وعود وبرامج المرشح الأمريكي سواء كان جمهورياً أو ديمقراطياً، ولعل ذلك يعود وبشكل مباشر إلى قلة أو انعدام الدور العربي المؤثر في المجتمع الأمريكي الذي هو بمثابة باب مفتوح وميدان واسع لكل من أراد أن يدلج إلى عالمه ويصنع به عوامل التأثير والجذب كما صنع اليهود والصينيون وحتى الهنود وغيرهم من الأعراق التي اندمجت مع الشعب الأمريكي وشكلت لوبيات خاصة بها مدعمة بقدرات الاقتصاد والسياسة والثقافة والأدب.
ولعل في تعثر القضية الفلسطينية والانحياز الأمريكي إلى إسرائيل خير دليل على أهمية الدور الذي تجنيه تل أبيب من وراء اللوبي اليهودي المتمركز في فسيفساء مفاصل التأثير الأمريكي، وهذا ما تحتاج إليه القضايا العربية المعاصرة التي كثيرا ما ضاعت بين خبايا السياسة الأمريكية وعدم القدرة على الولوج إلى عالم التأثير الداخلي الذي كثيراً ما وظفته بعض الأطراف من أجل قضاياها ومصالحها الخارجية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244