هذا أول رمضان في السنوات الأخيرة يكون كله إجازة في التعليم.. ولذا.. فقدنا الكثير من الازدحام الشديد مع بداية رمضان.. سواء كان ذلك في الشوارع في أول يوم أو اليوم الثاني لبداية الدوام.. كما فقدنا تلك الازدحامات الشديدة على المحلات التجارية لشراء مستلزمات رمضان.. من مواد تموينية ولحوم وخضار وفواكه وحلويات وأشياء كثيرة..
** نعم.. هناك زحام على المحلات ولكن ليس بمستوى السنوات الماضية.. عندما تأتي إلى المحل ولا تجد موطئ قدم.. بل قد تجد جميع البضائع الرمضانية المطلوبة قد نفدت.
** والمشكلة.. أن هذا الزحام السنوي لشفط ما في المحلات التجارية.. يأتي على كل شيء.. بما فيه.. الرز.. ومن المعلوم أن الرز وبضائع أخرى تؤكل في رمضان وفي غيره ويحتاجها الناس في رمضان وفي غيره.. بل إن الكثير من الناس يتوقف عن أكل الأرز في رمضان.. ومع ذلك.. فإن أكثر المواد سحباً في الأسواق.. هو الرز.. بينما أكثر المواد وفرة في الأسواق.. هي الرز نفسه.. إذ يوجد عشرات الأصناف والأشكال والأحجام تحتل مساحات في المحلات التجارية.. وبأسعار متفاوتة في مستوى قدرة الجميع على الشراء.
** أما الفواكه والخضار.. فتشهد مع بداية رمضان هي الأخرى.. سحباً كثيراً.. فالكل يشتري.. سواء ما يحتاجه أو ما لا يحتاجه.. بل إن بعضهم يذهب للأسواق والمحلات وإذا شاهد الناس تشتري شيئاً اشتراه.. حتى ولو لم يكن يحتاجه.. أو ربما هو لا يعرفه حيث يسمع بعضهم يسأل عن هذا الشيء وكيف يؤكل وكيف يستخدم ثم يشتري منه كمية لمجرد أنه شاهد البعض الآخر يشتريه وقد لا يحتاجه.. وقد لا تقبله نفسه ومع ذلك.. يدفع فيه نقوداً ويشتريه فقط لأنه شاهد الآخرين يشترونه.
** وهكذا اللحوم.. يذهب بعضهم لمحل بيع اللحوم وكان ينوي شراء كمية بسيطة ليسد حاجته.. فإذا شاهد البعض يشتري (حاشياً) كاملاً أو نصف حاشي.. اشترى مثلهم.. حتى ولو لم يحتاج إلا ثلاثة كيلوات أو أقل.. لمجرد أنه شاهد الناس تشتري بالحاشي مع أن هؤلاء الذين اشتروا بالحاشي.. لديهم أكثر من خمسين نفساً تنتظره سواء كانت في أسرة واحدة أو أكثر من أسرة.. يتم توزيعه عليهم.. ومع ذلك.. صاحبنا يشتري حاشياً ويتورط فيه.. وهكذا إذا شاهد أحداً يجمع أصناف خضار هو لا يحتاجها.. تبعه وجمع مثله.
** وفي أسواق التمور تشاهد بعضهم مع بداية رمضان يشتري أكثر من خمسة أصناف لوجبة الإفطار مع أنه لا يحتاج إلا إلى صنف واحد وبكمية بسيطة.. وربما هو وأهل بيته مصابون بالسكر وممنوعين من الإفراط في التمور.. ومع ذلك هو يشتري كل ما يشاهده في السوق.. لأنه يعتقد أنه سيلتهم كل هذه الأصناف بعد الفطور.
** أما مائدة الإفطار.. فهي عند البعض أشكال وألوان.. وأنواع يؤكل أقل من ربعها بكثير.. والباقي يضاف مع الأسف الشديد إلى برميل النفايات الذي يشهد في رمضان زيادة مضاعفة في كميته.
** نقول هذا بكل مرارة وحزن أن يكون هذا قصير النعمة.. في وقت تعاني أكثر شعوب العالم.. ومنها مسلمون من الجوع وشح في الغذاء والمواد الغذائية ونحن هنا.. يتضاعف حجم التشغيل والعمل والورديات في سيارات النظافة لأن حجم النفايات في رمضان تتضاعف وكلها مع الأسف.. مواد غذائية تحتاجها كثيراً تلك الشعوب المحرومة.
** البعض.. له مع رمضان ممارسات تسويقية وغذائية خاطئة وكلنا يعرفها.. وتتكرر كل عام.. ومن يريد أن يشهد ويشاهد هذه الممارسات الخاطئة.. فعليه أن يذهب للأسواق ويرى..كيف نتبضع.. أو يشاهد أرتال النفايات وهي تجمع في سيارات النفايات.
** هذه أحد المشاهد الرمضانية المؤذية.. ولا جديد.. فهذا (طبيعنا) وهؤلاء (ربيعنا) ومن شب على شيء شاب عليه.. ومع هذه الممارسات وغيرها.. وغيرها.. (نِحْتِرِيْ) الوسم.. نسأل الله العافية والسلامة.