حضرت حفل زفاف في عالية نجد.. كنت الوحيدة التي يرافقني فيها رجل يقود السيارة..
كل السيارات حولي تهبط منها سيدات وشابات يضعن مفاتيح سياراتهن في حقائبهن!
** لفت نظري أول ما لفت..
كثرة السيارات أمام بوابات النساء واختفاء السائقين من جنسيات مختلفة.. واختفاء المايكرفون الذي ينادي العوائل لتخرج حين يأتي الرجل بسيارته لأخذها..
** كأنني في عالم مختلف..
فالنساء يرتدين عباءاتهن ويشددن على وجوههن النقاب ويخرجن بمتوالية جميلة إلى سياراتهن يودع بعضهن بعضا وقد يتحدثن من نوافذ السيارات ويتفقن على موعد للقهوة في الغد عند إحدى الجارات أو القريبات..
** نساء قويات، مستقلات تماماً لا يبكين عند مكتب المديرة في السابعة والنصف ويقسمن بأنهن مرتديات لملابسهن المدرسية منذ الصباح الباكر لكن أزواجهن أو إخوانهن أو آبائهن لا يستيقظون لإيصالهن إلى المدرسة في الموعد المحدد..
** ليس بينهن طبيبة تخرج من دوامها منتصف الليل برفقة سائق أجنبي تزفها سيارات الشباب الذين يخرجون رؤوسهم وأرقامهم وكلماتهم البذيئة لها!
وحين تموت في حادث يقول الناس ما الذي أخرجها في هذا الوقت المتأخر؟!
** ليس بينهن من تخاف أن تصرخ في وجوه هؤلاء فيأتيها غرٌ مجتهدٌ يقول لها: إنك فتنة، فلِمَ تخرجين من بيتك حتى لو كنت ستطببين النساء، فبأموالنا نجلب لنسائنا أحسن الطبيبات الأجنبيات..
وربما أخذها في سيارته نحو أقرب مركز ليوقع لها مخالفة وتعهد..!!
** تذكرت إنني في عالية نجد لا أبعد كثيراً عن الرياض ولا تفصلني عنها مسيرة أشهر على الجمال ولا ساعات على طائرة قريبة منها..
فمن أين تخرج هذه النساء القويات.. وكيف تستجيب الحياة لهن.. فبلدتهن لم تعد رملاً وأشجاراً.. لقد أصبحت بلدة مسفلتة الشوارع مضاءة الطرقات فيها مدارس ومستوصفات وصالات أفراح كمثل هذه التي أقف أتأملهن فيها!!
Fatemh2007@hotmail.com