يبدو لي أن حلقة الاتصال شبه مفقودة بين المدرسين والمدرسات وبين وزارتهم (التربية) لأن الكثيرين والكثيرات يتحدثون عن قرارات تصدر بحقهم كتربويين دون أن يعرفوا عنها شيئاً إلا بعد صدورها وطلب تطبيقها بحذافيرها دون نقص أو زيادة، وعند التطيبق يكون هناك ألف حائل وحائل؛ لأن المدرسين والمدرسات هم أعلم بخفايا التعليم من الإداري الذي لا يعرف إلا (المادة القانونية رقم والمادة رقم)!!؛ لذلك تخفق كثير من القرارات عند التطبيق لها على واقع الحياة في المدارس بمستوياتها المختلفة، ولعله لو تم أخذ آراء بعض المدرسين والمدرسات في القرارات التي (ستصدر) لكان ذلك من أسباب النجاح الباهر، لكن يبدو لي أنهم مغيبون ولا يعلمون إلا بعد صدور القرار، وهذا يشبه صاحب الحكاية الذي حل ضيفاً عند شخص فقدم له أكلاً، فلما سأل عن نوع الأكل قال له مضيفه: (كل وأصص). فوضع يده على فمه إشارة إلى وجوب لزوم الصمت، لأن المدرسين والمدرسات ما عليهم إلا التطبيق للقرارات مع الصمت مثل ضيف صاحبنا!! وربما قيل إن هناك مشرفين ومشرفات وموجهين وموجهات لهم باع طويل في التدريس مارسوه قبل أن ينخرطوا في مهنة الإشراف، ولكنا ننسى أن التعليم يتغير كل ساعة بحكم متغيرات الحياة السريعة والمتلاحقة، فقد يكونون قد نسوا ما مر بهم أو لا يعرفون خوافي جديدة برزت في الساحة وعلى أرض المدرسة ذاتها بعد أن تحولوا لمشرفين.
يبدو لي أنه لو تم التنسيق بين المدارس وبين التربية بشكل متجدد وأخذ رأي عينات من المدرسين والمدرسات في كثير من القرارات لخرج كثير من القرارات بشكل مبهج يفتح آفاقاً جديدة لحياة الطلبة والطالبات أولاً، وللمدارس والمدرسين والمدرسات ثانياً، ولكان هناك إحساس بأن الكل ينتج بحيث يكون هناك متلق فقط ومرسل فقط، وهذا التوجه غير المشترك سوف يخلق حافزاً لأن يكون نقاش المدرسين والمدرسات في الفسحة حول سلبيات القرار وبين مؤيد وممتعض، أما لو تم التنسق فسوف يخيم الرضا في مسألة التعليم بدلاً من الانتقادات وبيان مثالب القرار الفلاني والفلاني. وفق الله الجميع للخير.
فاكس 2372911
abo-hamra@hotmail.com