القرار الذي اتخذه الأمريكيون حول تسليم مسؤولية عناصر الصحوة إلى الحكومة العراقية الشهر المقبل، يجعل الحديث ينساق إلى استشراف مستقبل العراق القادم خصوصاً بعد انسحاب المحتل الأمريكي وبقاء العراقيون مع بعضهم البعض أمام مسؤولياتهم الأمنية والسياسية التي سوف تجسد أهم مفاصل الحدث العراقي الوطني بشكل عام.
علمتنا تجارب التاريخ أن للبندقية الوطنية أحياناً بعض الشطحات والزلات فكما أن لكل جواد كبوة فان لكل بندقية وسلاح وطني كبوة، وهذه الكبوات لا تحدث إلا عندما يفقد السلاح ضرورته سواء بعد انتهاء الحروب أو خروج المحتل الأجنبي وغيابه عن ساحات الوغى, فتتحول فوهات البنادق إلى البحث عن الأهداف التي تزينها لها الأطماع السياسية والطموحات الفئوية.
ما يحدث في العراق سواء كان بخصوص عناصر الصحوة التي يتجاوز عددها المئة ألف مسلح أو غير هذه الفئة من المنتمين لقناعة الرصاص وثقافة السلاح يجعل لسان العقل ينادي بضرورة أن لا يتحول هذا الكم الهائل من السلاح فيما بعد إلى طاحونة ومفرمة قتل وطني بعد أن صنفته المرحلة السابقة ووزعته في كنتونات مذهبية وحزبية وطائفية ستجعل من الصعب عليه أن يتكيف أو يروض بشكل سريع في وعاء الدولة الجامع, إلا من خلال وضع أسس سياسية ومعرفية تجمع جميع فئات الشعب تحت عنوان وطني واحد يتجاوز كل ما دونه من تهميشات الطائفة والحزب ومغازلات الخارج الإقليمية التي وقع في حبائلها الكثير من العراقيين خصوصاً بعد أن ساقتهم عصى الاضطهاد والتهميش والإقصاء لها عنوة في السنوات القلائل الماضية.