الطائف متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي:
سجل أهالي محافظة الطائف رقماً قياسياً في تواجدهُم بداخل مقر أشياب المياه فمرةً الرجل المُسن لحين أن يتعب ويأتي البديل ابنه بعد خروجه من عمله ثم حفيده وربما النساء يترددن أيضاً وهكذا لحين أن يهنأوا في الحصول على وايت ماء يروي ظمأهُم حيث يتبادلون الاتصالات عبر الجوال لحين أن يُخبر الأسرة وبعد عناء وطول انتظار بأن دورهُ قد وصل لتفرح الأسرة المُتعطشة للماء الذي تسبب في أزمة قاسية لدى الأهالي في الطائف، الذين لم يجدوا حلاً سوى الاشتراك جميعاً في البقاء بالأشياب وانتظار الفرج، فكيف بالأرامل والأسر التي تفتقد عائلاً يقوم بهذه المهمة، وإن كانوا قد لجأوا لجيرانهم ولكن (الحال من بعضه) ... هذه هي معاناة أهالي الطائف التي لم تتغير، بل تفاقم الوضع إزاء الحصول على وايت ماء ينقذهُم من العطش، فبدلاً من أن تتحرك القوى المسئولة لإيجاد حل باتت تُراقب وتُنظم وتُشرف على عملية التوزيع والازدحام الكثيف وكأن هذا هو الحل ... كيف لا وقد أصبحت شربة الماء في الطائف مُستحيلة كاستحالة الحصول على (لبن العصفور) وأغلى من (ماء الذهب).
عدد من المواطنين لجأوا لمُحافظة الطائف في ظل القسوة والتعامل اللامعقول من موظفي الأشياب الذين يصدون عن خدمتهم ويتنفرون من العمل في ظل غياب عدد منهُم وخروجهم من عملهم وبقيت مكاتبهم خالية، وتركوا العطاشى يئنون وينتظرون ويهيم بهم الليل حتى أنهُم ينامون في الموقع في انتظار الموظف، الأمر الذي دفعهم لتقديم شكوى لدى المحافظة التي تدخلت بإيجاد الجانب الأمني فقط، واستمرار المسلسل الباكي والأليم الذي نجح في تجمع المُشاهدين من المواطنين بحثاً عن (الماء).