الجزيرة - الرياض:
في تواصل جديد للمبادرات الإنسانية للمملكة العربية السعودية في مكافحة العمى ممثلة في مؤسسة البصر الخيرية العالمية اختتم مؤخرا المخيم الخيري لطب العيون بجمهورية اليمن الشقيقة وذلك بمحافظة تعز وعلى مدار ثمانية أيام، حيث أجريت الفحوصات الطبي لاكثر من 7000 مستفيد من مختلف محافظات اليمن كما أجريت اكثر من 5000 عملية للعيون تم خلالها إجراء الفحوصات الطبية اللازمة على المرضى وقدمت لبعضهم الخدمات الطبية السريعة من خلال توفير بعض الأدوية والنظارات الطبية، كما أسهم المخيم في عودة البصر لاكثر من 500 شخص تم إجراء عمليات لهم لاستخراج المياه البيضاء وزرع عدسات جديدة وكانت نسبة نجاح العلميات 100% وذلك بفضل الله ثم بجهود الفريق الطبي الخاص بمؤسسة البصر الخيرية العالمية.
وبين الدكتور ياسين أبو بكر عبد الغني عضو الجمعية السعودية لطب العيون وعضو مجلس إدارة مؤسسة البصر العالمية ومسؤول قطاع قارة إفريقيا وآسيا ان مخيم تعز يعد الثالث والثلاثين من سلسلة المخيمات الخيرية لطب العيون باليمن ويعتبر المخيم رقم 776 على مستوى إفريقيا وآسيا وكان الفريق الطبي بالمؤسسة قام بالفحوصات الطبية الأولية للمرضى حيث اتضح ان الأمراض التي يعانون منها هي الجلوكوما وتراخوما وحساسية العين والاحتقان واللحمية، وقد تم صرف العلاج اللازم للمرضى وصرف النظارات الطبية وتم خلال المخيم إعادة البصر لاكثر من 500 شخص ما بين رجال ونساء وأطفال، حيث تم إجراء عملية جراحية لإزالة المياه البيضاء وزراعة العدسات بأحدث الأجهزة الطبية الجراحية (الفاكو) وكانت نسبة نجاح العمليات 100% - ولله الحمد - وكان معظم المصابين بالعمى قد عانوا طول حياتهم من فقدان البصر والبعض الآخر كان فاقد للبصر لاكثر من 15 عاما. ويضيف الدكتور عبد الغني ان هذا المخيم وغيره من المخيمات الطبية كان له الأثر الإنساني البالغ في إعادة النور والحياة لآلاف من فاقدي البصر وأصبحوا الآن سندا وعونا لأهاليهم بعد ان كانوا عالة عليهم، وقد انعكس ذلك على المستفيدين من هذه الخدمة المجانية وكان انطباعهم رائعا وإنسانيا بحتا حيث تضرعوا إلى الله سائلين الله السداد لحكومة المملكة العربية السعودية مملكة الإنسانية والى الداعمين والقائمين على المخيم.
وحول فكرة المخيمات الطبية وطبيعة عملها بين الدكتور ياسين عبد الغني ان فكرة المخيمات الطبية هي إيصال الخدمة الطبية إلى من لا يستطيعون الحصول عليها بسبب ضيق ذات اليد أو بعد المستشفيات والمراكز المتخصصة في طب العيون وتهدف المخيمات إلى مكافحة العمى وأمراض العيون المسببة للعمى وخاصة الماء الأبيض الذي يعتبر الأكبر نسبة من بين الأمراض المسببة للعمى.
وتقوم هذه المخيمات - بفضل الله - بعلاج أناس قد أصيبوا بالعمى وفقدوا أعمالهم وتأثرت أسهم، فكان علاجهم سبباً في عودتهم لأعمالهم وتسيير أمورهم المعيشية واستقرار أسرهم، واشار الدكتور عبد الغني إلى ان هذه المشروعات تشير إلى قضية إنسانية بالغة الأهمية، وهي حالات فقدان البصر القابلة للعلاج. وهناك العديد من الإحصائيات الدولية التي أعطت هذه القضية بعداً إنسانياً يستدعي الاهتمام من قبل المؤسسة وهي وجود أكثر من 50 مليون شخصا فاقدا للبصر حول العالم، منهم 40 مليوناً في إفريقيا وحده وأن شخصا بالغا يفقد بصره كل خمس دقائق وأن طفلا أعمي يأتي إلى هذه الحياة كل دقيقة دون أن يراها.
وأن 75% منهم من الممكن أن ينقشع عنه هذا الظلام وتعود له نعمة البصر بعملية جراحية بسيطة، وفي مدة زمنية قياسية لا تستغرق أكثر من عشر دقائق.
وقدم الدكتور ياسين عبد الغني شكره لولاة الأمور في المملكة على دعمهم ولكل من أسهم في دعم مخيمات المؤسسة ومستشفياتها الخيرية ودعا في الوقت نفسه لدعم مثل هذه المخيمات الطبية التي تجاوز عددها 780 مخيما التي تشرف عليها مؤسسة البصر الخيرية العالمية مبينا ان المؤسسة تقوم حالياً بالإعداد لعمل مخيمات خيرية للعيون في كل من النيجر ونيجيريا.
الجدير بالذكر ان مؤسسة البصر الخيرية العالمية أسست عام 1990 وتقوم بدور كبير في مجال مكافحة العمى في قارتي آسيا وإفريقيا وذلك عبر برنامج شامل ومتكامل تقوم على إقامة حملات علاجية وبناء المستشفيات التخصصية الخيرية المؤهلة وإنشاء مراكز ومعاهد تدريب طبي كما حصلت المؤسسة على العديد من جوائز الأعمال الخيرية المحلية والدولية كجائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد لأعمال البر.