كأنها بضعة أسابيع تلك التي مرت علينا منذ أن خرج رمضان الماضي، وها هي الأيام تطوى ويأتي رمضان جديد، هذا الشهر الكريم الذي يمر علينا مرة كل عام امتدحه الله جل وعلا في كتابه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}لا بد أن نستشعر عظمته وأن نعلم أن هناك من صام معنا رمضان الماضي وهو الآن يرقد تحت الثرى، يتمنى ولو لحظة واحدة يذكر ربه فيها، أو يوماً من أيام هذا الشهر الكريم يصومه لوجه الله عز وجل ليباعده الله سبحانه عن النار سبعين خريفاً.
والمؤسف أننا في كل سنة من السنوات حينما يأتي رمضان نرى التسابق المحموم لملئه بما يفسد على الناس صيامهم وقيامهم، ويزداد السوء عندما نرى الأحاسيس قد تبلدت، فإنك عندما تتكلم عن هذا الموضوع فإنك تسمع من الناس عبارات التأفف والملل من كلامك وكأن الأمر صار شيئاً طبيعياً.
أين الناس من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان، فإنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة، بل إن السلف الصالح كانوا يتركون حتى كتب العلم ويتفرغون للعبادة.
فهل من عودة للحق وإعطاء هذا الشهر الكريم حق قدره!!
*الرياض