مما يسعد المسلم ويزيده بالله إيماناً هو قيامه بالحج والعمرة اللذين هما أمنية لكل مسلم على وجه هذه الأرض وكم مسلم لم تساعده ظروفه وقلة ماله مع جشع الشركات الخدمية التي تقدم الخدمات المصاحبة للحاج أو المعتمر التي لا تهتم لأمر أحد سوى طمعها وجشعها دون أن تقنع بهامش الربح الموازي لقيمة الخدمة ومع ذلك لم تقدم هذه الشركات جميعها الداخلية والخارجية أي نتيجة إيجابية للمملكة.. كما أنها لم تسهم في المحافظة على النواحي الأمنية والصحية لهذا البلد لأن هدفها الأول هو جني الأموال ومما يؤكد ذلك أننا نشهد كل عام قيام شركات ومؤسسات خدمية سياحية ونرى في المقابل شطب سجلات تجارية وهذا يؤكد أنهم حينما دخلوا عالم السياحة كان هدفهم جني المال والخروج من عالم السياحة حينما يتحقق غرضهم دون النظر إلى مدى استفادة الدولة منهم كما أسلفت ودون تفكيرهم بأن الخدمات السياحية وتقديمها هو باب رزق كريم غير ذلك مما قد يحصلون عليه من الأجر والثواب من الله في خدمة الحاج والمعتمر وما شاهدته أثناء عملي في هذه الشركات ومن عدم اهتمامها بالنواحي التطويرية في تقديم الخدمات السياحية وتنويعها ورسم خطط واضحة لمنهجها بل كان عملهم تقليدياً.. فكنت أدعو الله أن يكون هناك شركة خدمات سياحية تعمل على مدى العام وتديرها الحكومة وموظفون رسميون سعوديون وكوادر علمية تخطط وتدرس الخدمات السياحية وتنفذها وتقوم بكل الخدمات السياحية على أرقى طرق تقديم الخدمات مثل شركة سابك وشركة معادن وأرامكو ويكون فيها نظام حازم صارم للموظفين من حيث وجود الموظف المثالي في المكان المناسب لأن هذه الشركة لو كتب لها النجاح لن تقل أهميتها عن شركة الاتصالات أو شركة أرامكو وغيرها من الشركات الأخرى ذات القيمة والاهتمام لأنها تقوم بخدمة جميع أفراد المجتمع داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
إن العناية والاهتمام بالسياحة ورقي الخدمات السياحية من حيث توفرها وانتشارها يجعل من المملكة بوابة لمن أراد أن يستمتع بسفره ورحلته حيث إن توفير الأماكن السياحية والمنتجعات والشاليهات والفنادق بأسلوب حضاري يجعل من يأتي إليها يزورها مرة أخرى.
إن المملكة بلد سياحي خصب مليء بكل مقومات السياحة ونحن نريد من هذه الشركة أن تكون أنموذجاً للسياحة النزيهة بما يتطلب مع مكانة هذا البلد وبما يتناسق مع ديننا الإسلامي وعادات وتقاليد الأصالة العربية فوجود مثل هذه الشركات وبأسلوب تقني سوف تكون السياحة في القريب العاجل ركيزة اقتصادية هامة ومن يشاهد بعض الدول التي يعتمد دخلها الأساسي على السياحة.. وسيكون لها دور كبير في توظيف كثير من الشباب الذين حصلوا على شهادات علمية في المجال السياحي سيكمن دورهم بوجودهم في هذه الشركة وكذلك توظيف عدد كبير من الذين لا يملكون من الشهادات العلمية سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية حيث تكثر فيها الوظائف الخدمية التي لا تطلب شهادات علمية بل دورة لمدة شهرين أو أقل في نفس المجال الوظيفي الخدمي.
إن الاستثمار السياحي في المملكة متنوع من عدة نواحٍ فهي قبلة المسلمين وبها موسم العمرة وموسم الحج وموسم زيارة مكة والمدينة في الإجازات الرسمية وكذلك توافد المسلمين من خارج المملكة ويوجد كذلك الآثار الدينية من عهد إبراهيم عليه السلام حتى عهد نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام.
وفي الصيف تجد منطقة الباحة ومنطقة عسير والطائف مصايف الجو البارد.. ومن أراد البحث عن التطور ومشاهدة ما وصلت إليه المملكة فليذهب إلى الرياض وقمة الإبداع في صناعة المستقبل المذهل وكذلك المنطقة الشرقية - الدمام والخبر - ومدينة جدة.
وما تشتهر به منطقة الجوف بكونها أفضل منطقة زراعية بالمملكة وبلد مهرجان الزيتون يذهب إليها السياح ويشاهدون أكبر المزارع بالمملكة.. وميزة منطقة حائل وآثارها.. والأحساء ونخيلها والحدود الشمالية منفذ المملكة الشمالي ونجران وتراثها.. وكذلك فإن جزيرة فرسان منتجع سياحي صحي فقد كانت أفضل جو صحي على مستوى العالم... إن مناطق المملكة تمتاز بوفرة الأنشطة السياحية وفي العموم توجد كل المقومات السياحية التي لا تحتاج إلا إلى تنظيم إداري سياحي وبانطلاق الشركة السعودية للخدمات السياحية - شركة بإدارة وإشراف حكومي - سوف تجعل من المملكة بوابة السياحة العالمية ولهذا أقترح إنشاء شركة.. لإدارة السياحة في المملكة والتسويق داخلياً وخارجياً وتقديم خدمات الحج والعمرة والسياحة السياحية برسوم في متناول أيدي الجميع؛ على أن يتكون مجلس الإدارة من رئيس وخمسة عشر عضواً.. يكون منهم تسعة أعضاء ممثلين لتسع جهات مختصة ويكونون دائمين بالمجلس وسبعة أعضاء يتم ترشيحهم من قبل مجلس الوزراء لمن يرون فيه الكفاءة العلمية والعملية من حملة الشهادات والخبرات.. والأعضاء الدائمون هم: وزارة الداخلية - وزارة الحج - وزارة العمل - وزارة الخدمة - وزارة المالية - وزارة البلدية والشؤون القروية - وزارة الخارجية - الهيئة العليا للسياحة - معهد الإدارة.. (ويكون رئيس مجلس الإدارة من الأعضاء الدائمين).ويحق لرئيس مجلس الإدارة بعد موافقة مجلس الوزراء إضافة أو شطب أي نشاط سياحي.
رأس المال للشركة
وكمبدأ اقتراح أن يكون رأس مال هذه الشركة خمسة عشر مليار ريال (15.000.000.000) وتوزع إلى مليار وخمسمائة مليون سهم قيمة كل سهم عشرة ريالات وتكون نصف نسبة المساهمة لوزارة المالية و20% للتأمينات والتقاعد و5% من رأس المال للجمعيات الخيرية 25و% من رأس المال يطرح لللاكتتاب العام للمواطنين.ويكون هدف الشركة الأساسي هو الاستثمار في المجال السياحي بجميع مراحله وأنواعه مثل بناء الفنادق والمنتجعات السياحية والصحية.. تقديم خدمات العمرة من داخل المملكة وخارجها.. وإصدار تأشيرات العمرة عن طريق مكاتبها ويكون لها في كل دولة مكتب يشتمل على قسم السكرتارية وقسم مبيعات وقسم للتسويق وقسم للمتابعة والتنفيذ وكذلك إصدار تأشيرات الحج ويكون لها الحق الحصري في تقديم جميع خدمات الحج لجميع الحجاج من داخل المملكة وخارجها ويحق لها تسليم بعض الخدمات لبعض الشركات والمؤسسات بموجب اتفاقية وشروط محددة وكذلك يحق لها تقييم جميع فنادق المملكة والتسويق عليها باتفاقية أرباح وإنشاء المدن السياحية وإنشاء المكاتب وتنويع الخدمات السياحية وتأجيرها على المستثمرين الأفراد ما بين حجوزات الطيران والفنادق وتنظيم الرحلات وتنسيقها ويكونون تحت إشرافها وكذلك من أعمال الشركة ترميم الآثار السياحية واستثمارها وإنشاء المحطات النموذجية على الخطوط السريعة التي تشتمل على (فندق وشقق مفروشة - حديقة صغيرة ومطاعم - محلات قهوة - بوفيهات - محل استراحة للشباب مزودة بتلفزيونات - محطة وقود - مواقف سيارات - مكائن صرافات لجميع البنوك - ومركز للدفاع المدني والشرطة).