تنقل الصحف هذه الأيام أخباراً جيدة عن دور الضمان الاجتماعي وقيام وزارة الشؤون الاجتماعية بمتابعة بحث الحالات التي تحتاج إلى معونة.
كما تنقل الصحف مقدار المعونة التي يتم صرفها من شهر إلى آخر للأسر المحتاجة..
وأن هناك دراسة لمعونة المعاقين مما سبب تأخر صرف المعونة السنوية التي تم برمجتها مع البنوك والمصارف لخطأ فني آخر إدخال المبلغ المحدد لكل حالة في حسابها وفق برنامج تحديث المعلومات في مراكز التأهيل الشامل بمدن المملكة، والإدارة المالية بالوزارة.
ومن هذه الأخبار المتضاربة والراشحة في صحفنا يأتي هذا المقال المرتبط بمعاق فكري في العائلة حتى الآن لم يتم إنزال معونته السنوية في حسابه بمصرف الراجحي وقد كان يستلمها والده بشيك ثم لعام واحد (1428هـ) وفق حساب مصرفي وهذا العام حتى شهر شعبان (1429هـ) لا يدرى مصيرها.
تقول المادة السابعة والعشرون من النظام الأساسي للحكم (تكفل الدولة حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي وتشجع المؤسسات والأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية). وهذه المسؤولية مرتبطة بالمادة الرابعة عشرة من النظام.
وتحدث الدكتور راشد الباز عن الرعاية الاجتماعية في عهد الملك عبد العزيز في كتاب يحمل ذات العنوان صدر عن مكتبة الملك عبد العزيز العامة عام 1421هـ، رابطاً الرعاية الاجتماعية بالتكافل الاجتماعي (ومن مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام إلزام المجتمع برعاية المحتاجين من فقراء وعاجزين وأيتام ومساعدة المعسرين).
بينما اليوم في مهام الحكومات وواجبات الدول الحديثة تقديم الرعاية المعنوية والمادية كحق يكفله القانون، ومثال ذلك ما جاء في النظام الأساسي للحكم الصادر عام (1412هـ)، وقد جاء في المادة الثانية والعشرين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عام 1948م (لكل شخص بوصفه عضواً في المجتمع، حق في الضمان الاجتماعي، ومن حقه أن توفر له، من خلال المجهود القومي والتعاون الدولي، وبما يتفق مع هيكل كل دولة ومواردها، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في حرية)
يقول الدكتور الباز في كتابه الرعاية الاجتماعية (إن ما يميز الرعاية الاجتماعية في عهد الملك عبد العزيز أنها لم تنحصر في الفئات التقليدية المعروفة في نظام الرعاية الاجتماعية الحديثة، كالمسنين والأيتام والمعاقين. ولكن ذهبت الرعاية إلى أبعد من ذلك فشملت المسافرين، وطلبة العلم، والمطالبين في ديات. بل شملت أيضاً تقديم مساعدات في شراء وسيلة مواصلات، وتحمل نفقات الحجاج غير القادرين، وإقامة مضايف ومطاعم لتقديم المأكل والمشرب للفقراء والمحتاجين ونحو ذلك من الخدمات المتعددة. وفي الوثائق التي تم التطرق إليها ما يشير إلى ذلك).
يقول سبحانه تعالى { واعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، يقول المفسرون.. الغنائم هي ما يظفر به في الحرب من الأعداء. واليوم الغنائم هي كنوز الأرض والصناعة التي تقوم بها الدولة وتديرها الحكومة. والمملكة العربية السعودية من خلال حكومتها وإدارتها الرشيدة منذ المؤسس الفذ الملك عبد العزيز وحتى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين تحدث أنظمتها وتصيغ برامجها الاقتصادية والاجتماعية وفق مستجدات العصر، {سْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}. والمعاق فكرياً: حالات متعددة غير منتجة، وتحتاج الى رعاية صحية واجتماعية دقيقة تتوافق مع درجات الإعاقة التي في مجملها العجز الدائم عن أداء الخدمة وعدم القدرة في التصرف مما يعني عناية الأسرة. وبالتالي المعاق فكرياً مواطن تكفل الدولة معاشه من خلال واجباتها التي أكدها النظام الأساسي للحكم الصادر عام 1412هـ والذي من مواده تجدد وتحديث الأنظمة بما يتوافق مع المستجدات.
وهنا تستطيع وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال مراكز التأهيل الشامل ومكاتب الضمان الاجتماعي حصر هذه الفئة لثبات حالتها وعمل بيان بمعونة ثابتة تصرف كمرتب شهري لأسرة المعاق (والده والدته وكيله الشرعي) يسد حاجته المعاشة وأن تكون له معاملة خاصة في المستشفيات والمراكز الطبية معها يزار في مكان إقامته (منزل أسرته أو دار الرعاية) للكشف على حالته الصحية ومتابعة نموه داخل أسرته {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، كما أن هناك إعاقات جسدية مقعدة عن العمل أيضاً تحتاج الى معونة شهرية ثابتة كراتب لمعاش كريم.
وعود على بدء: ونحن نحدث معلوماتنا في مجال الرعاية الاجتماعية علينا واجب وطني يلتزم بالتقوى في العمل والإيمان بما يوفر الأمان الذي معه تحقق الدولة وحكومتها الرشيدة في زمن خادم الحرمين الشريفين أن تكون نظرتنا للمعاق فكرياً بشمولية خاصة نرعى فيها حق الله ونحترم حقوقه كمواطن علينا مساعدته في الحياة الكريمة؛ وبالله المستعان.