أصبحت الجامعات واجهة المجتمعات النامية والمتقدمة على حد سواء وأصبح تقدم المجتمع وتطوره يقاس بقدرة مؤسساته العلمية والبحثية على الإنتاجية العلمية وعلى ما يخدم البشرية ليس في مجتمعها فقط بل في جميع المجتمعات. المتأمل في وضع الجامعات العربية يجد أنها بحاجة إلى المزيد من التعاون والمشاركة في المجالات البحثية والتطويرية وخدمة المجتمع، فبدلاً من أن تقوم كل جامعة بقصر نشاطاتها في محيطها المحلي أو الإقليمي حبذا لو امتدت هذه النشاطات إلى المجتمع العربي الكبير لا سيما أن لدينا خاصية الدين واللغة والتقارب في العادات والتقاليد وهذه كمثل وقوداً ودافعاً لإنجاز الكثير يجب أن يكون هناك تمازج وتعاون بين جامعات المشرق العربي والمغرب العربي حيث تذهب جامعات الشرق العربي إلى الغرب وجامعات الغرب العربي إلى الشرق، فنحن لا نعلم الكثير عن تلك الجامعات وربما هناك من يعلم الكثير عن جامعاتنا ونحن بحاجة إلى توافر المعلومات حول جامعاتنا العربية بما في ذلك كلياتها وأقسامها وتخصصاتها ومراكزها البحثية ومكتباتها.
وبالحديث عن المكتبات فإن هناك حاجة لتبادل الكتب والمراجع المؤلفة بين المشرق والمغرب وضرورة توفرها في مكتبات الجامعات العربية وربما يكون بعضها موجوداً ولكن ليس بالقدر الكافي، وذلك حتى يستفيد منها الباحثون والدارسون والكاتبون والقارئون بالإضافة إلى ضرورة توافر المجلات العلمية المحكمة في جميع المجالات والصادرة من الجامعات والكليات ومراكز ومعاهد البحث العربية وضرورة تبادل هذه الإصدارات بين الجامعات ومؤسسات البحث العربية والتأكيد على هذا الجانب. وفي مجال البحث العلمي فقد قيل الكثير حوله ولكني أتصور أن الجامعات العربية في إطار التعاون باستطاعتها أن توجه جهودها البحثية نحو معالجة مشكلة مشتركة أو قضية معينة في المجال الطبي أو الاقتصادي أو التربوي أو الزراعي أو المعلوماتي فإذا كان المنظور بهذه الطريقة فإن الجهود البحثية والخبرات العربية ستكون منصبة ومركزة لمعالجة هذه المشكلة أو مناقشة هذا الموضوع أو تناول تلك القضية. ولدينا الكثير من القضايا التي يمكن أن تتعاون الجامعات العربية في حلها أو تسهم في التخفيف من وطأتها كالأمية والبطالة والفقر ومستقبل المنطقة السياسي وأبحاث المياه وأبحاث الأسرة وتأثير بعض القنوات الفضائية السلبي على الأسرة والمجتمع العربي وغيرها الكثير. وبما أنه من المتوقع أن يبلغ عدد الطلاب المسجلين في التعليم العالي بالعالم العربي عام 1431هـ الموافق 2010م حوالي ستة ملايين طالب فإنه من المهم التخطيط لقضية استيعابهم وتوفير جميع التسهيلات المطلوبة بما في ذلك الوسائل والتقنيات الحديثة للوصول إلى مستوى تعليمي جامعي يفي بمتطلبات التنمية العربية ويحقق الجودة ويصل بالتعليم الجامعي العربي إلى مستوى تنافسي يحقق الطموح والتطلعات، وعلى رب العالمين الاتكال.
كلية التربية - جامعة الملك سعود