سيرا على خطى كتب التراث العربي الأصيل في ذكر المواقع والآثار المهمة التي وردت في الكتب والشعر فإني أحببت أن أتحدث للقارىء الكريم في هذه المقالة عن (قصر وآبار ابن دعسان أو أم عَشَرة ) بالِحقَاقَة وهي آبارٌ عدة قديمة تتكون من سبع آبار هي على النحو الآتي: (أم عَشَرة وفيحا وأم شلوخ وأم سليم وأم رميثة وأم قرضية ومرير (كلها يطلق عليها اسم (خابية ابن دعسان أو أم عَشَرة)، احتفرها دعسان بن سعود بن درع بن دعسان(1) في أواسط القرن الثالث عشر الهجري تقريباً وتوارثتها ذريته من بعده حتى يومنا هذا. وقد ابتنى عليها هجاج بن دعسان قصراً مشيداً في أول القرن الرابع عشر الهجري ومازال قائما إلى يومنا هذا. |
يقول الشيخ عبدالله بن ريحان الدانوق (2) من أبيات يذكر فيها قصر هجاج ابن دعسان المشيد على هذه الآبار: |
يا قصر ابن دعسان ما شفت خلي |
اللي بناه منسم الهجن هجاج |
قال الشيخ عبدالله بن خميس (3) عن الحِقَاقَة: (مناهل ورياض متجاورة يطلق عليها كلها الحقاقة في وجه العرمة الغربي بين أنف العرقوبة من الغرب وبين روضة نورة من الجنوب الشرقي وماؤها ليس ثابتاً، يكثر مع السيول ويغور مع عدمها وهي لقبيلة السهول. |
أما روضتها فهي من أجمل الرياض وأحسنها, ويسيل عليها شعب يدعى مليح من وجه العرمة ويليه شعاب صغيرة تدفع في الحقاقة. |
ولقبيلة السهول زرع بعليا، ويضيف وقد ألممت بها أكثر من مرة خصوصاً إذا كانت معشبة مطربة وديارها متفرقة وهي: أم عشرة لآل محيميد وأم الارشية للمحانية ومليح لآل منجل، الأولى لابن دعسان والثانية لابن ملهي والثالثة لابن مطلق) انتهى كلام ابن خميس. |
وعودة إلى باني هذا القصر الفارس هجاج بن دعسان فهو من رجال الملك عبدالعزيز شارك ضمن جيوشه في توحيد هذه البلاد الطيبة, وكان من الذين ينتدبهم لكثير من المهام الصعبة، كما يعد من مشاهير الأوفياء وأبرز كرماء العرب قال الشاعر دبيان بن عساف الصميلي السبيعي (4) مثنياً على كرمه: |
يا هل الركاب اللي تواما بالأرسان |
قدامكم في فرعة العتش هجاج |
للخاطر المجفي على العيش خرفان |
وكلٍ على ما شافت العين هراج |
وقد أقام الرثيع الهوياني المطيري (5) عند الفارس هجاج بن دعسان فترة من الزمن فأكرمه وأعطاه إحدى آباره يستقي منها فترة مكوثه بينهم و هي البئر المسماة (مرير (فقال مشيداً بما وجده من حفاوة وإكرام: |
وهجاج بن دعسان جار العفايف |
وجار الضعيف اللي من الوقت محتار |
وهجاج عيد ملافخات السفايف |
وزبن الحصان اللي جذا عقب مغوار |
هذا ما أحببت ذكره للقارئ الكريم من بيان لمآثر الأسلاف الذين سعوا جاهدين لتقديم كل ما يملكون لخدمة دينهم ووطنهم في شتى المجالات. |
|
|
(1) رواية الشيخ خزيم بن مناحي بن هجاج بن دعسان. ومعجم بلاد قبيلة السهول - فهاد السهلي، ص170. |
(2) عبدالله بن ريحان: شيخ آل منجل من قبيلة السهول وأحد قادة الألوية مع الملك عبدالعزيز (جريدة أم القرى 1930م - 1348هـ). |
(3) معجم اليمامة - عبدالله بن خميس، ج1، ص336، ومعجم بلاد قبيلة السهول - فهاد السهلي، ص170. |
(4) ضميمة من الأشعار القديمة - سلطان بن عبدالهادي، ص124. |
|
للكاتب- عبدالله بن محمد البرازي |
|
