التصريحات النارية التي تصدر هذه الأيام من بعض العسكريين الإيرانيين، حول اندلاع حرب عالمية في حال مهاجمتهم، وما سبق من تصريحات اعتيادية حول هذا الشأن، تجعل الحديث ينساق من جديد نحو استقرار المنطقة وأمن الخليج وإبعاده بما يحتويه من ثروات وموارد استراتيجية عن أي مناورات أو مبارزات إقليمية أو دولية، فقد مرت منطقة الخليج فيما سبق بعدة ارتباكات وهزات ساعدت على تأخير مشروعات التنمية بها، وعطلت مكائن التقدم فيها بدءاً من حروب النظام العراقي السابق، مروراً بما تبعها من جهد اقتصادي وارتباك أمني.
سواء كان الإيرانيون محقين أو مخطئين في حساباتهم تجاه طموحاتهم النووية ونتائج ذلك في الفضاء الدولي، فهذا أمر راجع لهم يجب أن يتحملوا مسؤوليته بمعزل عن أي إرهاصات واثار جانبية تنال الآخرين، ونعني بذلك أن تحويل بعض البلدان إلى مجالات حيوية تستخدم في مقارعة الدول الأخرى من أجل خدمة المصالح الخاصة قد أصبح بالغ الضرر على المصلحة العربية سواء على مستوى الدولة الواحدة أو على درجة التجريدات والمفاهيم العليا, ولعل في العراق ولبنان ما يغني عن الشرح فيما نحن بصدده من مقاصد.
لقد ظلت المملكة العربية السعودية وفي ظل ما يحيط بها من مواقف المراهقات السياسية تتبع عين العقل وتجنح بمواقفها إلى التروي وتتبع سبل الدراية والسلام في تنفيذ سياستها الخارجية المعتمدة أصلا على تجنيب منطقة الخليج أي هزات أو مناروات إقليمية جديدة، وإبعادها عن بورصات المزايدات الإقليمية والعالمية التي يرغب البعض في زجها بها عبر تنفيذ سياسيات خيالية وإطلاق تصريحات تعبوية.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244