من المعلوم أن الألوان الثابتة والمتعارف عليها كافة.. هي ما تتشكل منها شعارات أنديتنا الـ(153)، ولا يوجد أي لون من الألوان المتعارف عليها غير متداخل بشكل أو بآخر ضمن ألوان شعارات هذه الأندية.. اللهم إلا (البني) على ما أعتقد بالنظر لكونه (باهتاً) وغير جذاب.
** الداعي للمقدمة التوضيحية أعلاه.. إنما فرضته (الزوبعة) التي افتعلتها بعض الأقلام (المتطرفة) احتجاجاً على النية المزعومة للجهة المعنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم إدخال اللون الأزرق ضمن ألوان شعار (دوري المحترفين) والتي جعلت منها قضية حياة أو موت(!!).
** الغريب في الأمر هو ما قرأناه على إثر ذلك من أن أحد أعضاء إدارة اتحاد اللعبة لم يجد بداً من المبادرة إلى طمأنة أصحاب الحملة بإعلان خلو الشعار من اللون الأزرق(؟!!).
** أما الأكثر غرابة، فلعله يتمثل في هذا التجاوب السريع من قبل سعادة العضو مع الزوبعة، وهو ما أدى تلقائياً إلى تفسير هذا التجاوب السريع وغير المعهود.. على انه إنما جاء - أصلاً- نتيجة للرضوخ القهري بالتنازل وصرف النظر كلياً عن فكرة وضع اللون الأزرق ضمن الشعار.. على طريقة (وهل يضير الشاة سلخها بعد ذبحها).
** على أية حال.. لن يضير الجهة المستهدفة من الحملة سواء تمت إضافة اللون الأزرق إلى الشعار أو لم يحدث.. غير أن ثمة جملة من التساؤلات التي تفرض نفسها في هذا السياق بقوة.. منها على سبيل المثال:
** هل كانت النية تتجه فعلاً لإدخال اللون الأزرق ضمن مكونات الشعار ولكن تم العدول عن ذلك تجاوباً ونزولاً عند رغبة هؤلاء(؟!).
** وهنا يبرز التساؤل التلقائي الآخر الذي يقول: هل الجهة المعنية من (الوهن) إلى درجة عدم القدرة على الصمود في وجه هذا التطرف الفاضح في التعامل مع الألوان، وإلى أين سيأخذنا(؟!!).
** وبما أن أنديتنا جميعها تستخدم الألوان كافة كما أسلفت وكما هو معروف بما فيها (الرمادي)، وبما أن الجهة المعنية قد فتحت على نفسها هذا الباب.. فليس أمامها سوى ثلاثة خيارات:
- الأول: استحداث ألوان أخرى غير المتعارف عليها وتشكيل الشعار منها.
- الثاني: اعتماد اللون (البني) فقط باعتباره غير متنازع عليه.
- الثالث: تجريد الشعار من أية ألوان، وفي أحد هذه الخيارات ما يكفل عدم تعرضها لأية هجومات طائشة لا قبل لها بها.
** بمناسبة الحديث عن الألوان -وما أدراك ما الألوان- عادت بي الذاكرة قليلاً إلى الوراء.. عندما شنوا حملة شعواء احتجاجاً على ارتداء المنتخب للزي (الكحلي) أثناء التمارين، واعتبروا ذلك مساساً مباشراً بكرامة الشعار المخصص للمنتخب.
** والحمد لله أننا عشنا وشفناهم (أنفسهم) يضعون شعار (المملكة العربية السعودية) المتمثل بالسيفين والنخلة.. على سراويل وجوارب فريقهم الذي لا يأتيه العيب من بين يديه ولا من خلفه(!!).
** فأي من الحالتين يا ترى أدعى وأوجب للاحتجاج والرفض(؟!).
ما الحل إذاً ؟!
** (الجزيرة) وضمن مواد الزاوية اليومية (فواصل) ليوم الثلاثاء الماضي.. أشارت في إحدى تلك الفواصل إلى واحدة من مشكلاتنا مع اللاعب الأجنبي، ممثلة في حالتين:
- الأولى : إما التعاقد مع لاعب معروف ما زال يشكل دعامة أساسية في منتخب بلاده، وبالتالي ضرورة استدعائه بين الفينة والأخرى للقيام بواجبه الوطني على حساب واجباته تجاه النادي السعودي الذي تعاقد معه، والذي قد يفتقد لخدماته في أحلك الظروف وأكثرها حاجة للاستفادة من خدماته ووجوده.
- الثانية :التسليم بالأمر الواقع، وبالتالي الاضطرار للتعاقد مع آخر أقل فائدة، أي من الأسماء المغمورة.. تفادياً لإشكالية استدعائه لتمثيل منتخب بلاده، وضمان وجوده.
** وهنا قد يتراءى للقارئ الكريم.. أن ما أشارت إليه (الجزيرة) في هذا الصدد لا يعدو كونه وجهة نظر عابرة حيال حالة عرضية.
** بينما هي في حقيقة الأمر إشكالية تستدعي التوقف والتأمل طويلاً.
** ذلك أن الاستفادة من التعاقد مع اللاعبين الأجانب على هذا النحو.. تبقى محدودة، وربما معدومة والشواهد على ذلك عديدة.. إلا إذا كانت المسألة مجرد تعاقدات وانتهى الأمر.
** بمعنى أن ثمة أموال طائلة يتم صرفها، وثمة جهود مضنية يتم إهدارها في هذا السبيل.
** في حين أن الثمرة أو المحصلة لا توازي حتى الحد الأدنى المفترض من كونها مادة نظامية أساسية(؟!).
** ويبقى السؤال: ما الحل؟، وعند من هذا الحل(؟؟).
شهركم مبارك
** اليوم أو غداً يظلنا الشهر الكريم بأنواره وعبقه الروحاني، وبخصائصه الإيمانية العظيمة.. أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من المقبولين فيه.
** وبهذه المناسبة.. أستميح الجميع العذر في التوقف.. على أمل العودة والتواصل عقب عيد الفطر المبارك (إن شاء الله).
** وكل عام وأنتم بألف خير.