يرى المتابعون والمهتمون بسوق الإعلان في المملكة (وكاتب هذه السطور أحدهم) أن شهر رمضان لهذه السنة سوف يشهد (غزواً) إعلانياً كبيراً قد يصل إلى حد الإزعاج للمستهلك والمتلقي للرسالة الإعلانية، خاصة هذا العام الذي يتزامن فيه بدء شهر رمضان المبارك مع بداية شهر سبتمبر، الذي يعتبر أكثر الشهور نشاطاً إعلانياً، بالإضافة إلى تزامنه أيضاً مع العودة من الإجازة للموظفين، وقد بدأت مؤشراته قبل أيام، وبحسب ما نقله بعض المختصين بهذه الصناعة فإن المساحات الإعلانية في مختلف الوسائل الإعلانية سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو حتى إعلانات الطرق قد حجزت مقدما من كبريات الوكالات الإعلانية لحساب شركات كبيرة رائدة في مختلف المجالات، حتى أن بعض الشركات لم تجد فرصة لنشر إعلانات منتجاتها الجديدة.
التنافس بلغ ذروته ليس بين الشركات والمصنعين للإعلان عن منتجاتهم بل تجاوز ذلك إلى تنافس جديد يحدث لأول مره بين القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية بالإعلان من خلال قنواتها أو من خلال الصحف المحلية عن برامجها الرمضانية لهذه السنة، ومسكين المشاهد الذي يشغل نفسه بمتابعة برنامج أو مسلسل رمضاني لأنه بكل تأكيد لن يستمتع بذلك بسبب أنه سيشاهد إعلانات متواصلة أكثر من البرنامج نفسه.
بطبيعة الحال المستفيد من هذا النمو الإعلاني الكبير جهات كثيرة سواء شركات معلنة أو وكالات الدعاية والإعلان أو الوسائل الإعلامية المختلفة. وللأسف الشديد أن الوكالات الإعلانية المحلية المتخصصة محدودة للغاية والحصة الكبيرة من الكعكة تذهب لوكالات الإعلان الأجنبية المنتشرة في المملكة.
والمتضرر الأكبر هو المستهلك والمتلقي للرسالة الإعلانية التي تلاحقه في كل مكان وزمان، فقبل دخوله منزله وداخل منزله وفي الشارع ومن خلال هاتفه المتنقل وغيرها، تصادفه العديد من الإعلانات التجارية وغالبها مبالغ فيه وفيها تضليل له، ولعلها لا تشغله في هذا الشهر الفضيل عن العبادة والصوم.
وقد أشار تقرير أن الإنفاق الإعلاني الخليجي واصل ارتفاعه خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام ليصل إلى 14.15 بلايين ريال مقارنة بـ 11.45 بلايين ريال لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت 23.60%..
ويتوقع أن يصل إجمالي الإنفاق الإعلاني بنهاية 2008 إلى نحو 30 بليون ريال، ما يجعل منطقتنا محط أنظار العديد من الشركات الإعلامية والإعلانية التي تبحث عن فرص استثمارية في البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً كبيراً، وهذا الأمر يتطلب أيضاً توجيه رؤوس الأموال المحلية إلى المزيد من الاستثمارات في أنشطة الإعلام والإعلان والعلاقات العامة واتصالات التسويق لأهميتها الإستراتيجية بالنسبة لنا من أجل التسويق والترويج والتعريف بما تشهده المملكة من تطورات وإنجازات على مختلف الأصعدة.
fax2325320@yahoo.com