جاء عنوان هذه المقالة متوافقا مع عنوان كتاب إعلامي أصدرته الشؤون الإعلامية بوزارة الثقافة والإعلام عام 1415هـ - 1994م (الطائف عروس المصايف السعودية) يقول التقديم: (هي جزء من تاريخ شبه الجزيرة العربية، في الماضي البعيد، والحاضر القائم، ولها في هذا التاريخ حيز مرموق، قبل الإسلام وبعده).
ودافع هذه السطور إشاعة لم أصدقها في البدء وهي توقف تنفيذ مشروعات جامعة الطائف؛ بسبب مشاكل قانونية وتنفيذية معها توقف العمل، وهناك خطوات لنقل الجامعة من المكان الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى موقع آخر بعد اقتناع متأخر بأن المكان المقترح والذي جرى تسويته جغرافيا بعد فحص التربة وعمل الأساسات الخراسانية لبعض المنشآت غير صالح.
ولكن اليوم وأنا أجد في الصحف إعلانات الجامعات الأخرى وكمثال الجوف وحائل وجازان تنبئ عن السير الموفق للمنشآت الجامعية ومرافقها الخدمية والمساعدة، إذا كان ما يشاع عن توقف منشآت جامعة الطائف حقيقي فمن الملام؟
أين مجلس المحافظة وما دور المؤسسات الحكومية الخدمية في لوي عنق المشروع؛ ولما الجميع ركن للصمت المحافظ ومدير الجامعة وأين متابعة وزارة التعليم العالي وقد صرح منسوبوها ذات يوم إن المشروعات الجامعية تسير كما خطط لها وفق برنامج لن يؤثر عليه زيادة أسعار مواد البناء واليد العاملة لوجود الخطة المساندة.
إذاً نحن أمام حالة نادرة اعتدنا وجودها في خصوصية هذه المدينة الغارقة في الفرح الأسود بعد أن تحولت منذ أربعة عقود إلى مدينة طاردة وما بقي فيها من حياة هي ذاكرة أوليات وآلية اعتساف.
كتاب الطائف عروس المصايف يبشر بمعالم عمران وتحديث للطائف المأنوس (لقد أدرك الملك عبد العزيز وهو القائد العسكري الموهوب، الأهمية الخاصة التي تتميز بها مدينة الطائف، فسار على ما كانت عليه المدينة في العهد العثماني، من إقامة بعض مدارس ومراكز الجيش العربي السعودي فيها.. كما أن قرار جلالته اعتبار الطائف مصيفا رسميا للحكومة، زاد من النشاط العمراني ..الخ).
الطائف كما وردها عبقة دائما؛ إنما تشعر بالغبن إذا توقف التجديد والتحديث العام الذي معه يجد ساكنها الاكتفاء الذاتي في مجال التعليم الجامعي الذي انطلق عام 1400هـ عبر كلية التربية التابعة لجامعة أم القرى؛ ثم مع الوقت وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تحولت هذه الكلية إلى جامعة الطائف بكلياتها وكادرها الإداري والتعليمي وطالباتها وطلابها بشائر الخير والتنمية. وهنا إذا كان التوقف إشكال فني أجد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز بما يملك من إدارة ووعي أدبي وفكري قادر على حل الإشكال وتجاوزه ومحاسبة المتقاعسين، فالجامعة مركز نور وإشعاع فكري وعلمي علينا تنميته بالمشاركة وتسهيل العقبات بما يخلق من مؤثرات في المكان والناس ويزرع البسمة على الوجوه وينمي معاني الاطمئنان في مكان تفرد بما يحوي من مكونات هي شاهد عصر بناء. والله المستعان.