يعود إلينا شهر رمضان المبارك والأمة العربية والإسلامية تعاني ما تعانيه من حالة التردي والانحدار السياسي والمعرفي، فمن رمضان الماضي كم مرت على هذه الأمة من مآس وكوارث كرست حالة التشرذم والفرقة، من لبنان إلى العراق إلى فلسطين مروراً بالصومال وغيرها من البقاع العربية والإسلامية التي تشهد بؤر السخونة والتوتر، وبالإضافة إلى تدهور الحالة السياسية لازال الوضع المعرفي على ما هو عليه من جثوم التخلف والتأخر عن ركب العصرنة والتطور الذي لعب دوراً مهماً سواء من ناحية المسببات أو النتائج في تشكيل الحيز الضيق للشعوب العربية في فضاء العالم الدولي الذي يلهث كل يوم وبشكل سريع وواضح نحو السيطرة العلمية والابتكار ومجاراة العلم باعتماده على أساليب البحث العلمي وارتكازه على الاستقرار السياسي والسلم الأهلي الدائم.
شهر رمضان شهر جامع لكل المسلمين تتجمع فيه شعائرهم على الصوم والتعبد وبذل الصدقات وفي ذلك اتحاد روحاني للأمة الإسلامية بشكل عام، وحبذا لو كان هذا العامل المشترك رافداً رئيساً من أجل نبذ كل أجندات الخلاف والفرقة والجنوح نحو كلمة سواء توحد الصف كما تتوحد فيه المعتقدات، لتفكيك ما تمر به بلدان المسلمين من مشاكل ومعضلات، أخرت سير ركبها نحو الاستقرار والتقدم وعطلت مشاريع التنمية، فكما لهذا الشهر الفضيل من دور مهم في ترسيخ قواعد المحبة والاندماج بين أفراد المجتمع نتمنى أن يكون له دور أوسع في فضاء العالم الإسلامي، ليعود الشهر القادم من العام القادم والعالم الإسلامي والعربي قد انعتق من ما يعانيه من معرقلات التقدم وظواهر الاختلاف والتخلف التي ربضت بين ظهراني أتباع هذا الدين الحنيف.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244