مع أمية الحرف التي لم نتجاوزها تبقى أمية التقنية معضلة وسط التخلف الإداري والتعليمي الذي لم يستطع تقديم الحكومة والمناهج الإلكترونية بالحد الأدنى.
* لا حل قريباً إلا بتغيير شامل في الفكر الموجه لهما، لتبقى أمية ثالثة أكثر إلحاحاً أشار إليها العالم الأمريكي آلفن توفلر صاحب ثلاثية: (صدمة المستقبل والموجة الثالثة والسلطة والمعرفة) حين وصف الأمي بأنه الذي لا يعرف كيف يمحو ما تعلمه ليتعلم من جديد.
* في التراث إشارات متناثرة إلى طلبة علم ومبدعين طلب منهم حفظ آلاف النصوص ثم نسيانها، وفي الفكر المعاصر يجيء مفهوم (القطيعة الأبستمولوجية) محدداً مهماً لتواصل البناء عبر إضافات جديدة لا تقف عند الأساسات الأولى.
* ومن يتابع حوار الساحات والمنتديات والمواقع والمجالس يدرك أن هذه الأمية تضرب عمق البناء الثقافي، مكونة أجيالاً تردد النشيد نفسه كل يوم، حتى إذا شيئ التجديد في الكلمات أو اللحن جُوبِه ذلك بالنفير العام لإيقاف الاجتراء وحتى الاجتزاء.
* يمكن إرجاع خلافاتنا إلى هذه الأمية التي تمكنت من عقول ترفض أن تحاكم فضلاً عن أن تمحو رغم وجود متغيرات ومرجعيات تقول بغير ما ألفنا أو ألفينا عليه أهلنا.
* الأميات الثلاث تعوق مسارات التنمية، لتظل أمية المحو والتعلم من جديد هي العقبة الأصعب أمام التحول الإيجابي نحو بيئة المعرفة الإنتاجية.
* العالم الحقيقي هو من يدرك قصوره، والمتعلم الواعي هو من لا يظل حبيس التبعية، ومقاومة التغيير أبرز مظاهر الأمية العقلية.
* المعرفة بناء لا يكتمل.
ibrturkia@hotmail.com